للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإذا أصْبَحَ سَرَقَ! فقالَ: "سَيَنْهاهُ ما تَقولُ" (١).

* ولأنَّ وقتَ التَّهجُّدِ مِن الليلِ أفضلُ أوقاتِ التَّطوُّعِ بالصَّلاةِ وأقربُ ما يَكونُ العبدُ مِن ربِّهِ، وهوَ وقتُ فتحِ أبوابِ السَّماءِ واستجابةِ الدُّعاءِ واستعراضِ حوائجِ السَّائلينَ.

وقد مَدَحَ اللهُ المستيقظينَ بالليلِ لذكرِهِ ودعائِهِ واستغفارِهِ ومناجاتِهِ: فقالَ اللهُ تَعالى: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ. فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: ١٦ - ١٧]. وقالَ: {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ} [آل عمران: ١٧]. وقالَ: {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ. وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الذاريات: ١٧ - ١٨]. وقالَ: {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا} [الفرقان: ٦٤]. وقالَ: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [الزمر: ٩]. وقالَ: {مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ} [آل عمران: ١١٣]. وقالَ لنبيِّهِ - صلى الله عليه وسلم -: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا}. وقالَ: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا} [الإنسان: ٢٦]. وقالَ: {يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ. قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا. نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا. أَوْ زِدْ عَلَيْهِ} [المزمل: ١ - ٤].

• قالَتْ عائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عنها لرجلٍ: لا تَدَعْ قيامَ الليلِ؛ فإنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كانَ لا يَدَعُهُ، وكانَ إذا مَرِضَ (أو قالَتْ: كَسِلَ) صَلَّى قاعدًا (٢).


(١) (صحيح). رواه: ابن الجعد (٢١٦٠)، وأحمد (٢/ ٤٤٧)، والبزّار (٧٢٠ و ٧٢١ و ٧٢٢)، والطحاوي في "المشكل" (٢/ ٤٣٠)، وابن حبّان (٢٥٦٠)، والبيهقي في "الشعب" (٣٢٦١)، والكلاباذي في "معاني الآثار" (الضعيفة ٢)؛ من طرق، عن الأعمش، عن أبي صالح (ووقع عند ابن الجعد: عن أبي سفيان وهو خطأ من الراوي عن الأعمش)، عن أبي هريرة أو عن جابر بن عبد الله (شكّ الأعمش) … رفعه.
قال الهيثمي (٢/ ٢٦١، ٧/ ٩٢): "رجال الصحيح" إلّا أن الأعمش قال: أرى أبا صالح عن أبي هريرة". قلت: التردّد في الصحابيّ لا يضرّ، ورواية الأعمش عن أبي صالح محمولة على السماع، والسند صحيح، وقد قوّاه ابن حبّان وابن كثير والهيثمي والألباني.
(٢) (صحيح). رواه: الطيالسي (١٥١٩)، وأحمد (٦/ ١٢٥ و ٢٤٩)، والبخاري في "الأدب المفرد" =

<<  <   >  >>