للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي روايةٍ أخرى عنها؛ قالَتْ: بَلَغَني عن قومٍ يَقولونَ: إنْ أدَّيْنا الفرائضَ لمْ نُبالِ ألَّا نَزْدادَ! ولَعَمْري؛ لا يَسْألُهُمُ اللهُ إلَّا عمَّا افْتَرَضَ عليهِم، ولكنَّهُم قومٌ يُخْطِئونَ بالليلِ والنَّهارِ، وما أنتُم إلَّا مِن نبيِّكُم، وما نبيُّكُم إلَّا منكُم، واللهِ؛ ما تَرَكَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قيامَ الليلِ. ونَزَعَتْ كلَّ آيةٍ فيها قيامُ الليلِ (١).

فأشارَتْ عائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عنها إلى أن قيامَ الليلِ فيهِ فائدتانِ عظيمتانِ: الاقتداءُ بسنَّةِ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - والتَّأسِّي بهِ، وقد قالَ تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: ٢١]. وتكفيرُ الذُّنوبِ والخطايا؛ فإنَّ بني آدَمَ يُخْطِئونَ بالليلِ والنَّهارِ، فيَحْتاجونَ إلى الاستكثارِ مِن مكفِّراتِ الخطايا، وقيامُ الليلِ مِن أعظمِ المكفِّراتِ، كما قالَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لمُعاذِ بن جَبَلٍ: "قيامُ العبدِ في جوفِ الليلِ يُكَفِّرُ الخطيئةَ". ثمَّ تَلا {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ … } الآية [السجدة: ١٦] (٢).


= (٨٠٠)، وأبو داوود (٢ - الصلاة، ٣٠٧ - قيام الليل، ١/ ٤١٧/ ١٣٠٧)، وابن أبي الدنيا في "التهجّد" (٢)، وابن خزيمة (١١٣٧)، وابن أبي حاتم في "العلل" (٢٤٢)، والحاكم (١/ ٤٥٢)، والبيهقي (٣/ ١٤)، والخطيب في "الجمع والتفريق" (٢/ ١٨٥)؛ من طريق شعبة، سمعت يزيد بن خمير، سمعت عبد الله بن أبي موسى؛ قال: قالت لي عائشة … فذكره.
وهؤلاء ثقات رجال مسلم، ولذلك قال الحاكم: "على شرط مسلم"، ووافقه الذهبي والألباني.
(١) (لم أقف عليها). لكن المرفوع منها صحيح بلا ريب.
(٢) (صحيح). قطعة من حديث طويل رواه: معمر في "الجامع" (٢٠٣٠٣)، وأحمد (٥/ ٢٣١)، وعبد بن حميد (١١٢ - منتخب)، وابن ماجه (٣٩ - الفتن، ١٢ - كف اللسان، ٢/ ١٣١٤/ ٣٩٧٣)، والترمذي (٤١ - الإيمان، ٨ - حرمة الصلاة، ٥/ ١١/ ٢٦١٦)، والنسائي في "الكبرى" (١١٣١١ - تحفة)، والطبراني (٢٠/ ١٣٠/ ٢٦٦)، والقضاعي (١٠٤)، والبغوي في "السنّة" (١١)؛ من طريق عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل شقيق أبي سلمة، عن معاذ … رفعه. قال الترمذي: "حسن صحيح"، وتعقّبه المنذري في "الترغيب" وابن رجب في "العلوم والحكم" (ح ٢٩) بأنّ أبا وائل لم يسمع معاذًا وإن أدركه.
ورواه: ابن أبي شيبة (٣٠٣٥٦)، وهناد (١٠٩١)، وأحمد (٥/ ٢٣٣ و ٢٣٧)، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (٦)، والطبري (٢٨٢٣٨ و ٢٨٢٣٩)، والطبراني (٢٠/ ١٤٢/ ٢٩١ - ٢٩٤)، والدارقطني في "العلل" (٩٨٨)، والحاكم (٢/ ٧٦ و ٤١٢)، وأبو نعيم في "الحلية" (٤/ ٣٧٦)، والبيهقي في "الشعب" (٤٩٥٨ و ٤٩٥٩)، والأصبهاني في "الترغيب" (٨٣)؛ من طريق ميمون بن أبي شبيب، عن معاذ … رفعه مطوّلًا ومختصرًا. وصحّحه الحاكم والذهبي على شرطهما، وأعله المنذري وابن رجب بأنّ ميمونًا لم يدرك معاذًا.
ورواه أيضًا: الطيالسي (٥٦٠)، وابن أبي شيبة (٢٦٤٨٩)، وأحمد (٥/ ٢٣٣ و ٢٣٧)، والطبراني (٢٠/ ١٤٧/ ٣٠٤ و ٣٠٥)، والبيهقي في "الشعب" (٣٣٤٩)، والأصبهاني في "الترغيب" (١٤٣٦)؛ من طريق =

<<  <   >  >>