للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خَرَّجَهُ الإمامُ أحْمَدُ وغيرُهُ.

وقد رُوِيَ أن المتهجِّدينَ يَدْخُلونَ الجنَّةَ بغيرِ حساب:

ورُوِيَ عن: شهرِ بن حَوْشَب، عن أسْماءَ بنتِ يَزيدَ، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -؛ قالَ: "إذا جَمَعَ اللهُ الأوَّلينَ والآخِرينَ يومَ القيامةِ؛ جاءَ مناد يُنادي بصوتٍ يُسْمعُ الخلائقَ: سَيَعْلَمُ الخلائقُ اليومَ مَن أولى بالكرمِ. ثمَّ يَرْجِعُ فيُنادي: أينَ الذينَ كانوا لا تُلْهيهِمْ تجارةٌ وَلا بيعٌ عن ذكرِ اللهِ؟ فيقومونَ وهُم قليلٌ. ثمَّ يَرْجِعُ فيُنادي: لِيَقُمِ الذينَ كانوا يَحْمَدونَ الله في السَّرَّاءِ والضَّرَّاءِ! فيَقومونَ وهُم قليلٌ. ثمَّ يَرْجِعُ فيُنادي: لِيَقُمِ الذينَ كانَتْ تتجافى جنوبُهُم عن المضَاجعِ! فيَقومونَ وهُم قليلٌ. ثمَّ يُحاسَبُ سائرُ النَّاسِ" (١). خَرَّجَهُ ابنُ أبي الدُّنيا وغيرُهُ.

ويُرْوى عن: شَهْرِ بن حَوْشَب، عن ابن عَبَّاسٍ؛ مِن قولهِ (٢).


= عروة بن النزّال، عن معاذ … رفعه. وعروة هذا على جهالته لم يسمع معاذًا.
ورواه أيضًا: أحمد (٥/ ٢٣٦ و ٢٤٥)، والبزّار (١٦٥٣ و ١٦٥٤ - كشف)، وابن حبّان (٢١٤)، والطبراني (٢٠/ ٦٤/ ١١٦ و ١٣٧ و ١٤١)، والبيهقي في "الشعب" (٤٩٦١)، والأصبهاني في "الترغيب" (١٤٣٧)؛ من طرق أربع يقوّي بعضها بعضًا، عن عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ … رفعه. وعبد الرحمن شامي قديم لزم معاذًا واختلفوا في صحبته. فهذه أقوى الطرق وعليها العمدة في تقوية هذا الحديث.
ولهذه القطعة طرق أخرى عن معاذ عند: أحمد (٥/ ٢٣٢ و ٢٤٢)، وهنّاد في "الزهد" (١٠٩٢)، وابن جرير (٢٨٢٣٧ و ٢٨٢٤٠)، وابن مردويه (السجدة ١٧ - الدرّ)؛ مرفوعًا.
والحديث صحيح بطريق ابن غنم وحدها، فإن لم يكن كذلك؛ فهو صحيح بمجموع طرقه بلا ريب.
وقد صحّحه الترمذي والدارقطني والنووي والألباني.
(١) (منكر). رواه: عبد الرزاق (١٥٨١) والخطيب في "الجمع والتفريق" (١/ ٤٦٨) من طريق أبان بن أبي عيّاش، وهناد في "الزهد" (١٧٨) وإسحاق (١/ ١٨٠/ ٢٣) وابن نصر في "الصلاة" (النور ٣٧ - الدرّ) وابن أبي الدنيا في "التهجّد" (٢٠٣) وابن أبي حاتم (النور ٣٧ - ابن كثير) وابن مردويه (النور ٣٧ - الدرّ) من طريق أبي شيبة الواسطيّ؛ كلاهما عن شهر، عن أسماء … به مرفوعًا.
وهذا سند فيه علل: أولاها: ضعف شهر فإنّه لا يعدو أن يكون صالحًا في الشواهد. والثانية: أن ابنَ أبي عيّاش متروك ومتابعه أبا شيبة عبد الرحمن بن إسحاق ضعيف منكر الحديث. والثالثة: أنّهما خولفا فرواه: ابن المبارك في "الزهد" (٣٥٣)، والحارث في "المسند"، وعنه أبو نعيم في "الحلية" (٦/ ٦٢)؛ من طريق [أبي] المنهال سيّار بن سلامة، عن شهر، عن ابن عبّاس … موقوفًا. وأبو المنهال ثقة، فالقول قوله، والمعروف في هذا المتن أنّه من حديث ابن عبّاس موقوفًا وحديث أسماء مرفوعًا منكر.
(٢) (موقوف ضعيف). فيه شهر بن حوشب كما تقدّم في الحاشية السابقة.

<<  <   >  >>