قال الحاكم: "صحيح، وله طرق عن أبي إسحاق". ووافقه الذهبي مع أنه قال في "الميزان" (٢/ ٤٦١): "قال شعبة: سألت أبا إسحاق السبيعي عن عبد الله بن عطاء الذي روى عن عقبة (فذكر هذا الحديث)، فقال: شيخ من أهل الطائف. فلقيت ابن عطاء فسألته: أسمعته من عقبة؟ فقال: لا، حدّثنيه سعد بن إبراهيم. فلقيت سعدًا فقال: حدّثنيه زياد بن مخراق. فلقيت زيادًا فقال: حدّثني رجل عن شهر بن حوشب"! فبان أوّلًا: أن هذا السنف ضعيف من أجل شهر والرجل المبهم. وبان ثانيًا: أنّه ليس بالشاهد المستقلّ وإنّما هو فرع من فروع الاختلاف المتقدّم على شهر في هذا المتن، والذي بيّنت قبل حاشية أنّ الثقات رووه عن شهر عن ابن عبّاس موقوفا خلافًا للضعفاء الذين جعلوه من حديث أسماء أو عقبة بن عامر، فالمعروف هاهنا حديث ابن عبّاس الموقوف، وحديثا أسماء وعقبة منكران. * ملاحظة: ذكر ابن رجب رحمة الله عليه أن هذا المتن جاء عن عقبة بن عامر مرفوعًا وموقوفًا، ولم أقف عليه إلّا مرفوعًا، وما أظنّ الوقف إلّا وهمًا من ابن رجب ساقه إليه سياق البيهقي للحديث. والله أعلم. (٢) ولا تفيد هذه الموقوفات الحديث قوّة؛ لأنّها - إن صحّت أسانيدها إلى المذكورين - لا يبعد أن تكون ممّا تلقّوه من أهل الكتاب، ولا سيّما أن في رواتها كعب الأحبار. والله أعلم. (٣) (حسن بشواهده). يرويه ربيعة بن يزيد واختلف عليه فيه على ثلاثة أوجه: روى أوّلها: ابن منيع، والترمذي (٤٩ - دعوات، ١٠٢ - دعاؤه - صلى الله عليه وسلم -، ٥/ ٥٥٢/ ٣٥٤٩)، وابن نصر في "قيام الليل" (٢٤)، وابن أبي الدنيا في "التهجد" (١)، والروياني في "المسند" (٧٤٥)، والشاشي (٩٧٨)، والبيهقي (٢/ ٥٠٢)، والخطيب في "التاريخ" (٧/ ١٨٧)، وابن عساكر؛ من طريق [بكر بن خنيس]، [عن محمّد القرشي]، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن بلال … رفعه. قال الترمذي: "غريب لا نعرفه من حديث بلال إلّا من هذا الوجه". قلت: بكر ضعيف، والقرشي هو محمد بن سعيد الشامي المصلوب=