للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكما أنَّ قيامَ الليلِ يُكَفِّرُ السَّيِّئاتِ فهوَ يَرْفَعُ الدَّرجاتِ، وقد ذَكَرْنا أن أهلَهُ مِن السَّابقينَ إلى الجنَّةِ بغيرِ حسابٍ.

وفي حديثِ المنامِ المشهورِ الذي خَرَّجَهُ الإمامُ أحْمَدُ والترْمِذِيُّ: أن الملأ الأعلى يَخْتَصِمونَ في الدَّرجاتِ والكفَّاراتِ، وفيهِ أن الدَّرجاتِ: إطعامُ الطعام، وإفشاءُ السَّلامِ، والصَّلاةُ بالليلِ والنَّاسُ نيامٌ (١).


= جدّه، عن علي … رفعه. والحسين هذا متّهم متروك، فالسند ساقط.
والحديث ضعّفه العقيلي وابن عديّ والعراقي والألباني، وقال الصغاني: "موضوع".
(١) (صحيح لشواهده). قطعة من حديث طويل رواه جماعة من الصحابة والتابعين:
* فرواه البزّار (٢١٢٩ - كشف) من طريق سعيد بن سنان، عن أبي الزاهريّة، عن كثير بن مرّة، عن ابن عمر … رفعه. قال الهيثمي في "المجمع" (٧/ ١٨١): فيه سعيد بن سنان، وهو ضعيف، وقد وثّقه بعضهم، ولم يلتفت إليه في ذلك". قلت: سعيد ساقط رموه بالوضع، والسند كذلك.
* ورواه: النجّاد في "ردّ خلق القرآن" (٨٢)، والطبراني في "الدعاء" (١٤٢١)؛ من طريقين واهيتين، عن عبيد الله بن أبي حميد، عن أبي المليح، عن أبي هريرة … رفعه. وهذا ساقط: الطريقان إلى ابن حميد واهيتان، وابن حميد متروك.
* ورواه: أبو بكر النيسابوري في "الزيادات" (٢/ ٤٠٦ - إصابة)، والنجّاد في "خلق القرآن" (٧٩)، وابن حبّان في "المجروحين" (٣/ ١٣٥)، والدارقطني في "العلل" (٩٧٣)، وابن الجوزي في "الواهيات" (١٠)؛ من طريق يوسف الصفّار، عن قتادة، عن أنس … رفعه. ويوسف متروك، وقد خالف رواية الثقات عن قتادة، فروايته منكرة ساقطة.
* ورواه العقيلي في "الضعفاء" (٣/ ١٢٦) من طريق عبيد الله بن غالب، عن أبي المليح، عن عمران … رفعه. وعبيد الله بن غالب متروك، والسند ساقط.
* ورواه الطبراني في "الكبير" (١/ ٣١٧/ ٩٣٨) من طريق عبد الله بن إبراهيم بن الحسين بن علي بن الحسن، عن أبيه، عن جدّه، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبي رافع … رفعه مختصرًا. قال الهيثمي (١/ ٢٤٢): "فيه عبد الله بن إبراهيم بن الحسين عن أبيه ولم أر من ترجمهما". فالسند واه.
* ورواه عبد الرحمن بن سابط واختلف عليه فيه على ثلاثة وجوه: روى أوّلها: ابن أبي عاصم في "السنّة" (٣٨٩ و ٤٦٦)، والروياني (١٢٤١)، والنجّاد في "خلق القرآن" (٧٨)، والرافعي في "التدوين" (١/ ٢٠٠)، من طريق ليث، عن ابن سابط، عن أبي أمامة … رفعه. قال الهيثمي (٧/ ١٨٢): "فيه ليث بن أبي سليم وهو حسن الحديث على ضعفه". قلت: ليث اختلط وكان يدلّس فالسند ضعيف. وروى الثاني ابن أبي شيبة (٣١٦٩٧) من طريق موسى بن مسلم، عن ابن سابط، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا. وموسى صدوق. وروى الثالث: الطبراني في "الدعاء" (١٤١٦)، والخطيب في "التاريخ" (٨/ ١٥١ و ١٥٢)، وابن الجوزي في "الواهيات" (١٠)؛ من طريقين إحداهما قويّة، عن عمرو بن مرّة، عن ابن سابط، عن أبي ثعلبة، عن أبي عبيدة … رفعه. وخلاصة الكلام: أنّ الوجه الأوّل هنا منكر لضعف ليث، والثاني والثالث قويّان، لكن الثاني=

<<  <   >  >>