للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفَصْلُ السَّابِعُ: السِّيَاسَةُ طَرِيقُ التَّبْشِيرِ:

٤ - الحَيَاةُ القَوْمِيَّةُ وَالاِقْتِصَادِيَّةُ:

الدَّعَوَاتُ الإِقْلِيمِيَّةُ وَالصُّهْيُونِيَّةُ:

لم يكتف الأجانب بالنزول في الشرق واستغلال خيراته واحتلال مواقعه الحربية وبالتصرف في مناصبه ووظائفه كما تملي عليهم مصالحهم هم وكما يريد هواهم، بل إنهم أرادوا أن يضمنوا مستقبلهم فيه وَأَنْ يَحُولُوا دون كل تنبه ويقظة في المستقبل. ولذلك عزموا على أن يفسدو حياة الشرق القومية والاقتصادية ويفككوا عُرَى وحدته الوطنية ويخمدوا جذوته الروحية حتى يصبح الشرق بين أرجلهم أشلاء لا تستطيع حراكًا.

ولقد استعانت الدول الأجنبية على ذلك في الشرق بالرهبان السود (اليسوعيون) وخلق الحركات الشعوبية كالفرعونية والأشورية، ثم باليهود والصهيونية.

حَذَارِ اليَسُوعِيِّينَ:

إن البلاد الشرقية يجب أن تتبصر وتحذر الآباء اليسوعيين خاصة، فإنهم لا يألون جهدًا في التدخل في السياسة المحلية وحبك المؤامرات (١) حتى أن البابا نفسه قد غضب عليهم مرات كثيرة من جراء ما جروه من الفساد وأحدثوه من القلاقل السياسية (٢).

ولقد فطنت الدول الغربية كلها إلى دسائس اليسوعيين ومضارهم فأخرجتهم حكومة البرتغال من بلادها ومن مستعمراتها عام ١٧٥٧ أيضًا. وكان قد بقي في فرنسا نفر من اليسوعيين


(١) Enc. Br. xv, ٣٤٥ c, d
(٢) ibid. ٤٤٥ f

<<  <   >  >>