للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على التعاون بين المبشرين كلهم للوصول إلى أهدافهم في العالم الإسلامي (١). والتبشير من طريق التعليم مقصود به المسلمون خاصة (٢).

ولقد استطاع المبشرون أن يبعثوا كثيرًا من العداوة بين الطلاب حينما اتبعوا سياسة تقضي باستخدام الطلاب النصارى في مدارسهم وسطاء إلى التبشير بين الطلاب المسلمين كما حدث في مصر (٣).

إِجْبَارُ المُسْلِمِينَ عَلَى دُخُولِ الكَنِيسَةِ فِي مَدَارِسِ التَّبْشِيرِ:

إن المدارس الأجنبية كانت تجبر جميع طلابها على دخول كنيسة المدرسة مرة كل يوم. ولا تزال مدارس الإرساليات الفرنسية تفعل ذلك إلى يومنا هذا أو أنها ظلت تفعل ذلك إلى زمن قريب على الأقل.

وكذلك كانت الكلية السورية الإنجيلية (الجامعة الأمريكية اليوم) تفعل ذلك فتجبر جميع طلابها على دخول الكنيسة وعلى حضور درس التوراة. فلما أعلنت الحرية عام ١٩٠٨ أقسم عدد من الطلاب ألا يحضروا دروس الدين المسيحي وألا يدخلوا الكنيسة. وعجزت الكلية عن أن تطردهم لأن عددهم كان مائة وستين تليمذًا. فاضطرت إلى أن تعفيهم من حضور دروس التوراة ومن دخول الكنيسة مَعًا.

في ذلك الحين كان (هوارد بلس)، مدير الكلية، غائبًا. فلما عاد عمد إلى تسوية مبنية على أن الطلاب غير النصارى معفون من دخول الكنيسة، ولكنهم غير معفين من دروس التوراة. وهذا هو الذي أبقى في رأي المبشرين على الشخصية الدينية للكلية (٤).

وفي سنة ١٩١٢ كان على جميع الطلاب أن يحضروا قداس الوعظ يوم الأحد. وكان ثمت اجتماعات دينية يتوجب حضورها على بعض طبقات الطلاب (٥).

وحتى عام ١٩٢٢ كانت الجامعة الأمريكية لا تزال تصر على تعليم التوراة في صفوفها إذا استطاعت. في العام المدرسي ١٩٢١ - ١٩٢٢ انتقلت (٦) من مدرسة رأس بيروت التابعة لجامعة بيروت الأمريكية إلى الجامعة نفسها ودخلت إلى الصف الثالث الاستعدادي.


(١) Christian Workers ٢٧ - ٨; ٤٠ - ٤٢; ٧٧ - ٩;١٠٥ f: ١٣٥ f
(٢) راجع ما قبل.
(٣) Methods of Missions ٦٤
(٤) Jessup ٧٨٨
(٥) Bliss R ٣١١
(٦) الكلام هذا للدكتور عمر فروخ.

<<  <   >  >>