للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المَدَارِسِ الأَمِرِيكِيَّةِ فِي الإِمْبْرَاطُورِيَّةِ العُثْمَانِيَّةِ وَإِيرَانْ (١) إِذْ هِيَ التِي تُهَيِّئُ المُدَرِّسِينَ المُبَشِّرِينَ لِلْمَدَارِسِ الأَمِرِيكِيَّةِ المَنْثُورَةِ فِي الشَّرْقِ الأَدْنَى كُلَّهُ» (٢).

فالجامعة الأمريكية في بيروت كانت عند إنشائها مؤسسة تبشيرية، ولم تؤسس للتعليم العلماني، ذلك لأنها كانت نتاج حركة التبشير الأمريكية (٣). هذا ما أجمع عليه الذين كتبوا عن هذه الجامعة (٤).

على أن الغريب أن الجامعة الأمريكية لا تزال إلى الآن تبشيرية. يقول (ستيفن بنروز) (٥): «وَمَعَ ذَلِكَ فَإِنَّ (الجَامِعَةَ الأَمِرِيكِيَّةَ) كَانَتْ وَلاَ تَزَالُ مُؤَسَّسَةً تَبْشِيرِيَّةً». ثم إنه يصر على أنها «تَبْشِيرِيَّةٌ، بَلْ إِنَّ التَّبْشِيرَ كَانَ المُبَرِّرَ الوَحِيدَ لِتَأْسِيسِهَا» (٦). وذلك بعد أن صرح فقال: «إِنَّ الغَايَةَ القُصْوَى لِلْكُلِّيَّةِ (السُّورِيَّةِ الإِنْجِيلِيَّةَ) أَنْ تَحْتَضِنَ التَّبْشِيرَ المَسِيحِيَّ وَتَبْذُرَ بُذُورَ الحَقِيقَةَ الإِنْجِيلِيَّةَ». وعلى هذا الأساس ذهب (دنيال بلس) إلى أمريكا ليثير رغبة الجمهور المسيحي لمحاولة تأسيس معهد أدبي يعمل على نشر الإرساليات البروتستانتية والمدنية المسيحية في سورية والأقطار المجاورة (٧).

ولما اعتزل (دنيال بلس) إدارة الكلية عام ١٩٠٢، وقد بلغ يومذاك ثمانين عامًا (٨)، خلفه ابنه (هوارد بلس).

هَوَارْدْ بْلَسْ:

ولد (هوارد بلس) عام ١٨٦٠ في سوق الغرب بجبل لبنان (٩)،ولكنه نشأ في الولايات المتحدة، وكان قسيسًا راعيًا (١٠). ظل (هوارد بلس) بعد أن تولى الكلية السورية الإنجيلية قسيسًا مبشرًا ومعلمًا مبشرًا (١١). ولقد حضر، وهو رئيس للكلية، مؤتمرًا لاتحاد الطلاب المسيحيين في العالم عقد في كلية روبرت في استانبول عام ١٩١١، وحضر معه


(١) Gairdner ٢٧ - ٨
(٢) Richter ٢٢
(٣) Penrose ٣٩, ٣٠٩, cf. ٥, ١٣, ١٣٩, f
(٤) cf. Bliss ٢١٤ f, Gairdner ٢٧٧ - ٨; Jessup ٢٧٤, ٢٩٨, ٧٣٧, ٨١٨; Richter ٧٤, ٢٢٠, Bliss R ٣٢٩, Addison ٩١
(٥) Penrose ٤٦
(٦) ibid. ١٨٠. ١٨١
(٧) ibid. ٨١ f
(٨) cf. Bliss II, ٢١٤ - ٥
(٩) Bliss ١٣٠
(١٠) Bliss ٢١٤ - ٥ (يسميه نصارى لبنان: خوري رومية).
(١١) Bliss ٢٢٨

<<  <   >  >>