للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا تستطيع أن تنسى - ولا تريد أن تنسى - أن الله (١) لما أصبح أخًا للبشر (اختار) أن يكون يهوديًا. وبتعبير آخر، أن مخلص العالم عاش ومات على أنه شخص من الشعب الذي أنعم اللهُ عليه فاختاره واعتنى به. ولا يسع الكنيسة أن تنسى أيضًا أن مريم أم يسوع كانت من بيت داوود، وإن الرسل والحواريين (تلاميذ المسيح) كانوا من نسل إبراهيم، وأن هؤلاء جميعًا قد قضوا أيام طفولتهم بين أبناء إسرائيل.

[هـ] ومع أن السكان القدماء في القدس كانوا كلهم من اليهود الذين آمنوا بيسوع مَسِيحًا مَهْدِيًّا، فإن القسم الأكبر من الشعب المختار لم يؤمن بيسوع مَسِيحًا. ولقد استنتج أهل العصور الماضية من ذلك ما يلي: بما أن اليهود بجملتهم (بمجموعهم) لم يؤمنوا بيسوع مسيحًا، فإن جميع بني إسرائيل أخذوا بهذه الجزيرة. فالمجمع المسكوني يعلن - خلافًا لذلك - أنه من الخطأ أن يستنتج الإنسان من الكتاب المقدس مثل هذه النتيجة ....

[و] فاتهام الشعب اليهودي بجملته، إذن - مَنْ عَاشَ منه في الماضي ومن يعيش منه اليوم - باطل: إنه انسياق في الضلال وارتكاب للظلم. أما فيما يتعلق بالذين أرادوا قتل المسيح، فإنهم زمرة قليلة العدد من اليهود وروماني واحد وحفنة من السوريين التابعين للكتيبة العاشرة التي كانت مرابطة في فلسطين. وقد قال السيد المسيح عنهم كلهم - كما قال رسله من بعده -: «اغْفِرْ لَهُمْ، (يَا رَبُّ)، فَإِنَّهُمْ لاَ يَدْرُونَ مَا يَفْعَلُونَ!» (٢/ ٢٠٦ - ٢١١).

إِذَاعَةُ الوَثِيقَةِ فِي الصُّحُفِ العَالَمِيَّةِ:

إن الوثيقة التي أقرها المجمع المسكوني الثاني نشرت في منشورات المجمع، وهذه منشورات قلما يطلع عليها جمهور القراء. من أجل ذلك دفعت خلاصة الوثيقة والغاية الأساسية منها إلى وكالات الأنباء العالمية فوزعتها الوكالات على صحف العالم. نشرت جريدة " النهار " ما يلي (٢):


(١) هذا التعبير الوارد في الوثيقة إلى اليهود.
(٢) بيروت، بتاريخ ١٢/ ١٢ / ١٩٦٩، الصفحة الأولى (راجع الصحف الباقية).

<<  <   >  >>