وفي ذلك الوقت نفسه، في أثناء الإعداد للمجمع الثاني أيضًا، طلب معهد التوراة في روما أن يكون للمجمع تفسير (رأي) في «الوجود اليهودي». وفي عام ١٩٦٠ قام العالم اليهودي (يوليوس إيزاك)(إسحاق) بزيارة البابا (يوحنا الثالث والعشرين) طلبًا منه أن يعدل الفقرات المعادية للسامية في التعليم الديني. وفي نحو هذا الوقت بعث المطران (أويسترابشر) رئيس المؤسسة اليهودية المسيحية في ستون هول (الولايات المتحدة) إلى الكاردينال (بيا) عريضة وقعها خمسة عشر قسيسًا يطلبون فيها أن تستمر إزالة العبارات التي تدعو إلى سوء التفاهم ثم حذف التعابير الجارحة لليهود من العظات المسيحية (القداديس). وفي عام ١٩٦٢ وضع الكاردينال (بيا) بصفته رئيسًا للأمانة العامة في (مؤسسة) وحدة المسيحيين (في الفاتيكان) المرسوم اليهودي (الذي يتضمن الفكرة المذكورة آنفًا). وتسرب خبر المرسوم اليهودي أو «الوثيقة لليهود» - وقيل إن مبعوثًا لإسرائيل سيحضر الجلسة التي ستعرض هذه الوثيقة فيها - وقيل إن هذا المبعوث قد زار البابا في شأن هذه الوثيقة - فحدث شيء من الهياج في الدول العربية من أجل ذلك. فَصُرِفَ النَّظَرُ عن الوثيقة مؤقتًا. غير أن المجمع المسكوني الثاني عاد فأقر هذه الوثيقة.
من النقاط الأساسية في هذه الوثيقة ما يلي:
[أ] تقر الكنيسة بأن جذورها تذهب بعيدًا في أرض إسرائيل القديمة، وتقر بذلك بسرور ... إن جذورها ترقى إلى الأسباط والأنبياء، وخصوصًا إلى ذلك اليوم الذي دُعِيَ فيه إبراهيم ليخرج من بيت أبيه الوثني وليسير في طريق الإيمان الجريئة. إنها ترقى إلى تلك الساعة التي اختار اللهُ فيها موسى ليخرج أبناء إسرائيل من أرض العبودية وليصل بهم إلى قرب الميعاد.
[ب] والكنيسة، برغم إنها مؤسسة جديدة كل الجدة، مستمرة مع إسرائيل القديمة (في الوجود). إن هذا التأكيد ليس فقط تعبيرًا عن حقيقة تاريخية، بل عن واقع يملأ وجود الكنيسة ووجود كل مسيحي ويعيش فيهما.
[ج] إن أوثق صلات الكنيسة بالشعب اليهودي «إنسانية» المسيح. إن الكنيسة