للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شِعَارًا دَائِمًا لِلْتَّحْرِيضِ عَلَى الأُرُوبِيِّينَ. إِنَّ قَضِيَّةَ السَّيْطَرَةِ أَكْثَرَ ثِقَلاً فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِالمُسْلِمِينَ فِي القَارَّةِ السَّوْدَاءِ، أُولَئِكَ المُسْلِمِينَ الذِينَ يَقُومُونَ بِعِبَادَاتٍ مُحَبَّبَةٍ جِدًّا إِلَى (أَصْحَابِ) عَدَدٍ مِنَ المَذَاهِبِ الفِطْرِيَّةِ وَالوَثَنِيَّةِ. إِنَّ الدُّوَلَ العَرَبِيَّةَ مُجَنَّدَةٌ فِي صُفُوفِ الجَامِعَةِ الإِسْلاَمِيَّةِ التِي يَقُودُهَا الرَّئِيسُ الكُولُونِيلْ نَاصِرْ الذِي أَعَدَّ مِنْهَاجَهُ لِلاِسْتِعْمَارِ إِعْدَادًا وَاضِحًا. إِنَّ الدُّوَلَ الإِسْلاَمِيَّةَ غَيْرِ العَرَبِيَّةِ تَرَى فِي مِصْرَ قَاهِرًا لِلْبِيضِ (الأُورُوبِيِّينَ)».

ليس من عادتنا في هذا الكتاب أن نعلق على ما تورده من أقوال رجال التبشير والاستعمار. ولكن التعليق هنا واجب لأنه يكشف عن وجه جديد من السياسة الاستعمارية: إن الخوف الحقيقي في نفوس المستعمرين ليس من الوحدة العربية، بل من الوحدة العربية التي ستنقلب في رأيهم إلى وحدة إسلامية. إنهم يرون أن القوة الكامنة في الإسلام هي التهديد الصحيح للاستعمار.

ولقد سبق لنا القول بأن في المقاطع الآنفة كثيرًا من الحقد والمغالطات والميل إلى إسرائيل، ولكن الذي يهمنا في هذا النص الذي جئنا به هنا أن الاستعمار زائل عن البلاد العربية وعن البلاد الإسلامية غير العربية، وأن التبشير الذي كان القوم يقومون به منذ مطلع القرن الماضي لم يكن لنشر النصرانية بل لبسط النفوذ الأجنبي على المناطق الواسعة في العالم العربي والعالم الإسلامي من وراء التبشير بالنصرانية.

فِي السُّودَانِ:

السودان: هو المنطقة التي تمتد في أواسط أفريقيا من البحر الأحمر إلى المحيط الأطلسي والتي يغلب على جلد أهلها السواد. ويحسن في معالجة موضوع التبشير هنا أن تقسم تلك المنطقة قسمين: شرقيًا وغربيًا.

أما القسم الشرقي فتتناوله هنا ملاحظتان:

١ - إن قسمًا من أهل هذه المنطقة مسلمون، بينما أهل القسم الآخر غير مسلمين، بل وثنيون عامة أو نصارى في الحبشة خاصة.

٢ - إن قسمًا من أهل الشواطئ من هؤلاء كانوا قد امتزجوا منذ أقدم الأزمنة بالعرب، وخصوصًا بعرب اليمن، ثم زاد ذلك الاختلاط كثيرًا بعد الإسلام.

وأما القسم الغربي من السودان فإن أهله لم يختلطوا بالعرب إلا بعد الفتح الإسلامي في

<<  <   >  >>