ويرى أكثر المهاجمين على استعمار الشرق أن تقطيع أوصال العرب والمسلمين لا يمكن أن يتم ما دام هنالك «لُغَةٌ وَاحِدَةٌ» يتكلمها العرب ويعبرون بها العرب والمسلمون عن آرائهم وما دام هناك «حَرْفٌ عَرَبِيٌّ» يربط حاضر المسلمين إلى تراثهم الماضي. فإذا حمل المبشر والمستعمرون العرب، على الكتابة باللغة العامية أصبح كل قطر عربي لغة خاصة به أو لغات متعددة. ثم إذا هم استطاعوا أن يحملوا المسلمين على التخلي عن الحرف العربي وإحلال الحرف اللاتيني مكانه انقطعت صلة العرب تمامًا بأدبهم القديم وبالمؤلفات الدينية واللغوية والأدبية والتاريخية والفكرية. حينئذٍ يصبح العرب «وِحْدَاتٍ» لغوية فكرية غير متعارفة، ثم تتنافر هذه الوحدات مع الزمن فيسهل إخضاعها بجهد أيسر من الجهد الذي تحتاج إليه هذه الغاية الآن.
وكان زعيم الحركة الرامية إلى الكتابة في العامية وبالحرف اللاتيني الاستعماريون الفرنسيون وعلى رأسهم المستشرق الفرنسي والموظف في قسم الشؤون الشرقية في وزارة الخارجية الفرنسية (لويس ماسينيون). ولقد حاول (ماسينيون) أن يبث دعوته هذه في المغرب وفي مصر وفي سورية ولبنان خاصة. وكذلك سعى لهذه الغاية مبشرون واستعماريون من أمم أخرى.
أما فيما يتعلق بلبنان خاصة فهناك محاولات عملية كثيرة لم تنجح - وإن تنجح إن شاء اللهُ. من هذه:
- " قواعد اللهجة اللبنانية السورية "، تأليف الأب (رافائيل نخلة) .. ويحاول الأب (رافائيل نخلة) في مؤلفه هذا وضع قواعد ثابتة لهذه اللهجة ... والكتاب موضوع بالفرنسية والنصوص العربية منسوخة بالحرف اللاتيني. والكتاب طبع في المطبعة اليسوعية ورقمه في قائمة المطبوعات اليسوعية ٢٩٦ (ص ٣٣ قائمة ١٩٥٠).
- " التحفة العامية في قصة فنيانوس "، تأليف شكري الخوري، نشرها الأب (لاي) اليسوعي ... مؤلفة بلغة لبنان العامية وتمثل ناحية هامة من حياة اللبنانيين، طبع المطبعة اليسوعية (قائمة المطبوعات اليسوعية رقم ٤٨٢، ص ٦٠، قائمة ١٩٥٠).
- " في متلو هلكتاب! "، تأليف الخوري (مارون غصن)، أحد المدرسين في مدرسة عنطورا (لبنان).