من أجل ذلك نرى في الدرجة الأولى أن الجدران قد امتلأت في بلادنا بالدعوة إلى «الرِّفْقِ بِالحَيَوَانِ» وبجملة «الطِّفْلُ لِلْمَدْرَسَةِ لاَ لِلْعَمَلِ»، وبالدعوة إلى «إِنْصَافِ العُمَّالِ». ولكننا لا نرى إصلاحًا خفيفًا في هذا السبيل، بل نرى مقابل ذلك «ظُلْمًا لِلإِنْسَانِ» وَ «تَشْرِيدًا لِلأَطْفَالِ» (١) وَ «اِسْتِغْلاَلاً لِلْعُمَّالِ». فالذين يقومون بهذه الدعوات الظاهرة لا يقصدون الإصلاح الحقيقي، بل يقصدون التسلل بالتبشير إلى الجماعات المسلمة.
والمسلمون خاصة لم يتقبلوا أعمال التبشير الاجتماعية (فِي ظَاهِرِهَا) بسرور، لأسباب مختلفة، منها أن الإسلام نظام اجتماعي كامل، وكل ما يأتي به هؤلاء المبشرون، باعترافهم
(١) كتشريد أطفالنا الفلسطينيين من بلادهم وظلمهم في مخيماتهم بإنفاق المال المخصص لهم على موظفين أجانب ووطنيين.