للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

" جمعيات المتطوعين والخدمة الاجتماعية في مصر "، جاء فيه أشياء كثيرة عن استغلال الحاجات الاجتماعية في الشعب المصري للتبسط في العمل المسيحي في القطر المصري كله.

وكاتب المقال يريد أن تستأثر الجمعيات التبشيرية بكل نواحي الخدمة الاجتماعية، وهو يضن بأن تقوم على ذلك الحكومة المصرية نفسها.

• • •

ويظهر أن الإرساليات الكاثوليكية أكثر استخدامًا للإحسان في سبيل التبشير. ولقد اهتم باباوات رومية في الحقبة الأخيرة بنشر النصرانية بين المسلمين، حتى أن البابا (بندكتوس) (١٩١٤ - ١٩٢٢) عرف باسم " بابا الإرساليات ".

والإرساليات الكاثوليكية كغيرها تتبع طريقين في التبشير: التبشير المباشر بمخاطبة غير النصارى (أو غير الكاثوليك أيضًا رأسًا بأمور العقيدة وبالتعليم المسيحي. أما الطريقة غير المباشرة فتقوم على الإحسان المادي وعلى العناية بالمرضى والتعليم وما أشبه ذلك. ويندر أن تستعمل الطريقة المباشرة مع المسلمين، فإن المبشر الكاثوليكي قد اتبع في كل مكان نزل فيه بين المسلمين الطريقة غير المباشرة (١).

كتب (صموئيل زويمر) صاحب مجلة " العالم الإسلامي " (٢) مقالاً في مجلته (٣) عنوانه " استخدام الصدقات لاكتساب الصابئين ". ومع أن المقال كله بحث في أن الإسلام أجاز إعطاء الزكاة للمؤلفة قلوبهم، أي أولئك الذين دخلوا في الإسلام في عهد الرسول وكانوا ذوي حاجة وذوي اتجاه مادي، فإن المقصود من المقالة استخدام الإحسان في سبيل التبشير المسيحي أيضًا.

أما البروتستانت خاصة فإنهم لا يرون أن توزع الإرساليات إعانات من مالها هي، وإن كانت أحيانًا تقوم بتوزيع الإعانات الواردة إليها من أماكن مختلفة (٤).

ومما جعل المسلمين ينظرون بحذر إلى الأعمال الاجتماعية التي كان المبشرون يتظاهرون بها رِئَاءَ النَّاسِ أَمْرٌ على غاية الأهمية. كان المبشرون يحسنون أعمالهم الاجتماعية بقولهم إنها أعمال الغرب المتقدم المتحضر في الشرق المتأخر، وإنها نعمة مسيحية بين مسلمين متقهقرين. ولكن المسلمين رأوا فساد الأخلاق يمشي مع هؤلاء الغربيين خطوة فخطوة.


(١) MW, July ١٩٣٦ pp. ٢٢٣ f
(٢) The Moslem World, editor : Samuel M. Zwemer
(٣) pp. ١٤١ ff
(٤) MW. ١٩٣٣ pp. ١٢٤ f

<<  <   >  >>