للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن هذا الكلام، على الرغم من أنه صحيح ولا ادعاء فيه أو تبجح، ليس قولي أنا، وإنما أنا استشهدت به من كتاب للدكتور (جورج سارطون)، شيخ مؤرخي العلم في العصر الحديث. والإشارة إلى كتاب (سارطون) ظاهرة في حاشية كتابي مع أرقام الصفحات. وأنا أعتقد في الدرجة الأولى أن (جورج سارطون) الكاثوليكي أدرى بحقيقة الصلات بين العالم الكاثوليكي والعالم الأرثوذكسي من (غرونيباوم) اليهودي. ثم إن الدكتور (غرونيباوم) لو كان يريد العلم والحقيقة في انتقاده لما وجه كلماته النابية إِلَيَّ وإلى الثقافة العربية الإسلامية، بل لناقش الدكتور (سارطون) مناقشة علمية غايتها تبيان وجه الحق في هذه القضية. ولكن القضية ليست قضية علم أو حق، إنها تحامل واستعمار. إن الدكتور (غرونيباوم) قد سلك المسلك الذي أملاه عليه إيمانه وبيئته، وسأسلك أنا المسلك الذي يمليه عَلَيَّ إيماني وتمليه بيئتي. ثم إن في فضائل الإسلام والعرب ما يغنيني ويغني كل مسلم وكل عربي عن أن يكذب على التاريخ وعلى الحقيقة وعلى الحق. وكنت أود أن لو فعل الدكتور (غرونيباوم) مثل فعلي.

بيروت، الاثنين في ٢٧ رمضان المبارك ١٣٨٣ هـ - ١٠/ ٢ / ١٩٦٤ م.

<<  <   >  >>