للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اليهود ثم هي تهمل العرب عمدًا، فقال مُتَأَلِّمًا: «آسَفُ أَنْ يَعْمَلَ الصَّلِيبُ الأَحْمَرُ الدَّوْلِيُّ تَحْتَ رَايَةِ الصَّلِيبِ» (١).

• • •

وسيرى القارئ في فصول هذا الكتاب أيضًا أن المبشرين يتسترون بنشر العلم وبالتطبيب المجاني والأعمال الاجتماعية وما إلى ذلك في سبيل غاية واحدة: إنهم يريدون أن ينقذوا من خلال هذه المظاهر إلى تحطيم الجدار الإسلامي لينفذوا من خلاله إلى الحقل القومي. وبما أن هذا الجدار قد انثغر الآن ثغرات متعددة، فقد وجب العمل على سد هذه الثغرات قبل أن ينهار الجدار كله.

من أجل ذلك نرى أن لوضع هذا الكتاب مبررًا عظيمًا، بل إن وضعه قد أصبح واجبًا علينا لنفتح أعين قومنا على الخطر الحقيقي للمبشرين بين العرب خاصة وفي الشرق عامة. وكذلك يجب أن نعلم أن الصهيونية أيضًا ليست شيئًا سوى وسيلة من الوسائل التي يحاول الغرب بها أن يستمر في استعباد الشرق العربي بعد تصديع جداره وتجزئة رقعة أرضه. إن هذا الكتاب إذن ليس كتابًا «هَدَّامًا»، ولكنه محاولة مخلصة لكشف ستار عن «الهَدَّامِينَ». إنه واجب نقوم به في سبيل أمتنا وقومنا ووطننا.

١٣ رمضان ١٣٦٨ هـ

٩ تموز ١٩٤٩ م.

المؤلفان


(١) مجلة " كل شيء " (بيروت)، السنة الثانية، العدد ٦٨؛ ٩ تموز ١٩٤٨، الصفحة الأولى، تحت صورة الكونت (برنادوت).

<<  <   >  >>