للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد رأيت سنة أربع وستين ومائتين وألف (١) ، رجلين من أشباهكم المارقين بالإحساء، قد اعتزلوا الجمعة والجماعة، وكفروا من في تلك البلاد من المسلمين، وحجتهم من جنس حجتكم؛ يقولون: أهل الإحساء يجالسون بن فيروز (٢) ويخالطونه هو وأمثاله ممن لم يكفر بالطاغوت، ولم يصرح بتكفير جده (٣) ، الذي يرد دعوة الشيخ محمد (٤) ، ولم يقبلها وعاداها، قالوا: ومن لم يصرح بكفره، فهو كافر بالله، لم يكفر بالطاغوت، ومن جالسه فهو مثله. ورتبوا على هاتين المقدمتين الكاذبتين الضالتين، ما يترتب على الردة الصريحة من الأحكام (٥) ، حتى تركوا رد السلام. فرفع إليّ أمرهم، فأحضرتهم وتهددتهم، وأغلظت لهم القول، فزعموا أولاً أنهم على عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله تعالى- وأن رسائله عندهم، فكشفت شبهتهم، ودحضت ضلالتهم، بما حضرني في المجلس، وأخبرتهم ببراءة الشيخ من هذا المعتقد والمذهب، وأنه لا يكفر إلا بما أجمع المسلمون على تكفير فاعله من الشرك الأكبر،


(١) وهذا حين بعثه إلى هناك الإمام فيصل بن تركي بن عبد الله، في مهمة إصلاح أهل تلك المنطقة، كما تقدم في، ص٧٧-١٠٣.
(٢) لم أعرفه.
(٣) جده: هو محمد بن عبد الله بن عبد الوهاب بن عبد الله بن فيروز الوهيبي، ثم التميمي، نسباً، النجدي أصلاً، الإحسائي مولداً، ومنشأ، ثم البصري وفاة ومدفناً، ولد في الإحساء سنة ١١٤٢هـ وكف بصره وهو ابن ثلاث، كان عالماً لكثير من الكتب، أنكر عليه معاداته الشديدة للشيخ محمد بن عبد الوهاب، ومحاربته لدعوته برسائله وقصائده وأجوبته، حتى صار لهذه الدعوة من ألد الخصوم -ولهذا كان أصحاب ابن فيروز "الحفيد" يطالبونه بتكفير جده، كما جاء في المتن –نزح من الإحساء إلى العراق بعد أن قويت الدعوة السلفية، بمساندة آل سعود، فلما تيقن من أن الجيوش السعودية قد أوشكت أن تستولي على الإحساء -في عهد الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود- خاف منهم ورحل إلى البصرة، وفيها توفي عام (١٢١٦هـ) . علماء نجد خلال ستة قرون، ٣/٨٨٢-٨٨٦.
(٤) ابن عبد الوهاب.
(٥) أحكام الردة الصريحة:
أ. وجوب قتل المرتد اتفاقاً.
ب- زوال ملكه عن أمواله.
ج. بينونة زوجته منه.
د- لبا يرث ولا يورث. وغيرها. وتفاصيل في كتب الفروع.

<<  <  ج: ص:  >  >>