للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الضلال بعد الهدى والحور بعد الكور (١) ، وقد بلغنا عنكم / نحو (٢) / من هذا، وخضتم في مسائل من هذا الباب، كالكلام في الموالاة والمعاداة (٣) ، والمصالحة والمكاتبات وبذل الأموال والهدايات، ونحو ذلك من مقالة أهل الشرك بالله والضلالات.

والحكم بغير ما أنزل الله عند البوادي ونحوهم من الجفاة، لا يتكلم فيها إلا العلماء من ذوي الألباب، ومن رزقه الله الفهم عن الله، وأوتي الحكمة وفصل الخطاب.

والكلام في ذلك يتوقف على معرفة ما قدمناه، ومعرفة أصول عامة كلية، لا يجوز الكلام في هذا الباب وفي غيرها لمن جهلها، وأعرض عنها وعن تفاصيلها؛ فإن الإجمال والإطلاق، وعدم العلم بمعرفة موانع الخطاب وتفاصيله، يحصل به شيء من اللبس والخطأ وعدم الفقه عن الله، ما يفسد الأديان ويشتت الأذهان، ويحول بينها وبين فهم السنة والقرآن.


(١) هذا مثل. ومعنى الحور: بفتح الحاء المهملة وإسكان الواو، فراء: النقصان والرجوع، والكور: بفتح الكاف، وإسكان الواو: الزيادة. فمعنى قوله: "والحور بعد الكور" أي: نعوذ بالله من الرجوع بعد الاستقامة، والنقصان بعد الزيادة.
انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، ١/٤٥٨. ولسان العرب ٥/١٥-١٥٦. مادة (حور) . وريحانه الألبّا، ٢/٣٣٨.
(٢) في (أ) و (ج) : نحوا.
(٣) معنى (الموالاة والمعاداة) جاء في لسان العرب، ١٥/٤٠٩ مادة (ولي) : "قال ابن هوى فيواليه أو يحابيه، ووالى فلان فلاناً، إذا أحبه. والموالاة ضد المعاداة، والولي ضد العدو. لسان العربي، ١٥٣٦.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "الولاية ضد العداوة، وأصل الولاية: المحبة والقرب، وأصل العداوة: البغض والبعد". الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، لشيخ الإسلام ابن تيمية، تحقيق عبد القادر الأرنؤوط، نشر مكتبة البيان، دمشق، توزيع مكتبة المؤيد، الطائف، طبعة عام ١٤٠٥هـ-١٩٨٥م، ص٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>