للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال العلامة ابن القيم -رحمه الله تعالى- في كافيته:

فعليك بالتفصيل والتبيين (١) ... فالإطلاق والإجمال دون بيان

قد أفسدا (٢) هذا الوجود وخبطا (٣) ... الأذهان والآراء كل زمان (٤)

وأما التكفير بهذه الأمور التي ظننتموها من مكفِّرات أهل الإسلام، فهذا مذهب الحرورية (٥) المارقين الخارجين على علي بن أبي طالب رضي الله عنه أمير المؤمنين، ومن معه من الصحابة، فإنهم أنكروا عليه تحكيم أبي موسى الأشعري (٦) وعمرو بن العاص، في الفتنة التي وقعت بينه وبين معاوية وأهل الشام (٧) ، فأنكرت الخوارج (٨) عليه ذلك، وهم في الأصل من أصحابه من قراء الكوفة والبصرة، وقالوا حكّمت


(١) في الكافية الشافية: (والتمييز) بدلاً من (والتبيين) .
(٢) في (د) : أفسد.
(٣) في (د) : خبط.
(٤) شرح القصيدة النونية، المسماة: الشافية الكافية للفرق الناجية، لابن قيم الجوزية،، شرح د. محمد خليل هراس، دار الفاروق للطباعة والنشر، ١/١٢٣.
(٥) الحرورية: قال ابن الأثير: طائفة من الخوارج، نسبوا إلى حروراء. وهو موضع قريب من الكوفة، كان أول مجتمعهم وتحكيمهم فيها. وهم إحدى فرق الخوارج الذي قاتلهم عليّ.
النهاية لابن الأثير، ١/٣٦٦. وانظر: البداية والنهاية للحافظ ابن كثير (ت ٧٧٤هـ) ، تحقيق د. أحمد أبو ملحم وجماعة، دار الكتب العلمية، بيروت، ط/٥، ١٤٠٩هـ-١٩٨٩م، م٧/ ٢٨٩،٢٩١. ومعجم البلدان، ٢/٢٤٥، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، بدون تاريخ، ٢/٣٥٠.
(٦) هو عبد الله بن قيس بن سليم، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقيه مقرئ، أسلم بمكة وهاجر إلى الحبشة، كان أحد الحكمين في الفتنة بين علي ومعاوية -رضي الله عنهما- توفي سنة (٤٤هـ) على الصحيح.
انظر: سير الأعلام، ٢/٣٨٠.
(٧) وكانت الفتنة عام ٣٧هـ عُلمت بوقعة صفين. انظر: البداية والنهاية، ٧/٢٦٤،٢٦٨.
(٨) الخوارج: هم الذين خرجوا على أمير المؤمنين علي رضي الله عنه بسبب تحكيمه للرجلين (أبا موسى الأشعري، وعمرو بن العاص) في الفتنة بينه وبين معاوية. قال أبو الحسن الأشعري: "والسبب الذي سموا له خوارج على عليّ بن أبي طالب". مقالات الإسلاميين، ١/٢٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>