للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لدينه، والانحياز إلى أوليائه، ما يوجب البراءة، كلّ البراءة، والتباعد، كلّ التباعد، عمن تلك نحلته، وذاك دينه، بل نفس الإيمان المطلق في الكتاب والسنة، لا يجامع هذه المنكرات، كما يعلم من تقرير شيخ الإسلام في كتاب" الإيمان" (١) . وفي قصة إسلام جرير بن عبد الله (٢) أنّه قال: يا رسول الله، بايعني واشترط، فقال صلّى الله عليه وسلّم تعبد الله، ولا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتفارق المشركين (٣) " خرَّجه أبو عبد الرحمن النسائي (٤) . وفيه إلحاق مفارقة المشركين بأركان الإسلام، ودعائمه/العظام/ (٥) . وقد عرف من آية براءة أنّ قصد أحد/الأغراض/ (٦) الدنيوية، ليس بعذر شرعي، بل فاعله فاسق لا يهديه الله كما هو نص الآية (٧) .

والفسوق إذا أطلق ولم يقترن بغيره، فأمره شديد، ووعيده أشدّ وعيد.


(١) انظر: "كتاب الإيمان" لابن تيمية، ص١٤١-١٤٢.
(٢) هو جرير بن عبد الله بن جابر بن مالك أبو عمرو البجلي، من أعيان الصحابة، أسلم سنة عشر من الهجرة، (ت٥١هـ) ، وقيل (٥٤هـ) . الاستيعاب،١/٣٣٦-٣٣٧. أسد الغابة، ١/٣٣٣. تهذيب التهذيب، ٢/٧٣-٧٥.
(٣) في (د) : (المشرك) .
(٤) سنن النسائي، ٧/١٤٨، البيعة، باب (البيعة على فراق المشرك) . وفيه زيادة لفظ:" وتناصح المسلمين" بعد" وتؤتي الزكاة". وأخرجه الإمام أحمد في مسنده، ٤/٣٦٥.
(٥) ساقط في (ب) .
(٦) في (ب) : (الأعراض) .
(٧) هي الآية: (٢٤) من سورة التوبة، ونصها: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} .

<<  <  ج: ص:  >  >>