للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من حديث أبي بكرة، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال:" ينزل ناسٌ (١) من أمتي بغائط (٢) يسمونه البصرة (٣) ، عند نهر يقال له دجلة، يكون عليه جسر يكثر أهلها، وتكون من أمصار المهاجرين - وفي رواية: المسلمين - فإذا كان آخر الزمان، جاء بنو قنطوراء (٤) ، عراض الوجوه، صغار الأعين، حتى /ينزلوا/ (٥) على شط النهر، فيفترق أهلها ثلاث فرق، فرقة يأخذون أذناب البقر والبريّة (٦) وهلكوا، وفرقة يأخذون لأنفسهم وكفروا، وفرقة يجعلون ذراريهم خلف ظهورهم ويقاتلونهم،


(١) في (د) : (ناساً) .
(٢) الغائط: هو البطن المطمئن من الأرض، يقال: غاط في الأرض يغوط ويغيط، إذا غار. ومنه أطلق على موضع قضاء الحاجة: الغائط؛ لأنّ العادة أنّ الحاجة تُقضى في المنخفض من الأرض، حيث هو أستر له. ثمَّ اتسع فيه حتى صار يطلق على النَّجو نفسه. الفائق في غريب الحديث، لجار الله محمود بن عمر الزمخشري، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، وعي بن محمد البجاوي، طبعة الحلبي الثانية، ٣/٧٩. النهاية في غريب الحديث والأثر،٣/٣٩٥.
(٣) البصرة: قال الخطابي في" معالم السنن":" البصرة: الحجارة الرخو، وبها سميت البصرة".
والبصرة: بلدة معروفة، ويقال لها: البصيرة؛ لأنّ المسلمين لما قدموها نظروا إلى الحصباء، فقالوا: إنّ هذه أرض بصرة، يعني: خصيبة. بناها عتبة بن غزوان سنة سبع عشرة من الهجرة.-على المشهور-في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. معالم السنن، بهامش" سنن أبي داود"، ٤/٤٨٨. الفائق، للزمخشري، ١/١١٤. معجم البلدان، ١/٤٣٠.
(٤) بنو قنطوراء: اسم أبي الترك. ويقال: قنطوراء: اسم جارية كانت للخليل إبراهيم عليه السلام ولدت له أولاداً، جاء من نسلهم الترك.
انظر معالم السنن، مع" سنن أبي داود"، ٤/٤٨٨. عون المعبود شرح سنن أبي داود، لأبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي، تحقيق عبد الرحمن محمد عثمان، نشر المكتبة السلفية، المدينة المنورة، ط/٢، ١٣٩٨هـ/١٩٦٩م، ١١/٤١٨.
(٥) في (د) : نزلوا.
(٦) يريد بأذناب البقر والبريّة: الإعراض عن القتال والهروب منه؛ طلباً لخلاص أنفسهم ومواشيهم؛ فيهيمون في البوادي ويهلكون فيها، أو الإعراض عن القتال، والاشتغال بالزراعة، واتباع البقر للحراثة. عون المعبود، ١١/٤١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>