للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فسرها أنه هادي أهل السموات والأرض١. وأما من فسّرها بأنه منوِّر السموات والأرض، فلا تنافي بينه وبين قول ابن مسعود. والحق أنه نور السموات والأرض بهذه الاعتبارات كلِّها. وفي صحيح مسلم٢ وغيره من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات: " إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام" ٣ فذكرها. وفي صحيح مسلم عن أبي ذر٤ رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك قال: " /نورٌ/٥ أنّى أراه" ٦.

قال شيخ الإسلام: معناه: كان ثَمَّ /نورٌ/٧، وحال دون رؤيته نورٌ، /و/٨ أنّى أراه. قال: ويدل عليه أن في بعض الألفاظ الصحيحة: هل رأيت ربك عزّ وجلّ قال: (رأيت نوراً) ٩.

وذكر الكلام في الرؤية ثم قال: ويدل على صحة١٠ ما قال شيخنا في معنى حديث أبي ذر رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر:


١ فسّرها بذلك ابن عباس، انظر جامع البيان للطبري ١٨/١٣٥، وتفسير ابن كثير ٣/٣٠٠.
٢ هو مسلم بن الحجاج الحافظ، صاحب الصحيح. تاريخ بغداد ١٣/١٠٠، تذكرة الحفاظ ٢/٥٨٨.
٣ تقدم تخريجه ص ٣٣٤.
٤ هو جندب بن جنادة، أبو ذر الغفاري، وقيل في اسمه غير ذلك، أحد السابقين الأولين، من نجباء الصحابة، (ت٣٢هـ) بالربذة. الاستيعاب ١/١٦٩؛ أسد الغابة ١/٣٥٧.
٥ في (أ) و (ج) : نوراً.
٦ صحيح مسلم بشرح النووي ٣/١٥، الإيمان باب قوله صلى الله عليه وسلم " نورٌ أنى أراه"؛ سنن الترمذي ٥/٣٦٩، التفسير، باب من سورة النجم. قال الترمذي: هذا حديث حسن، مسند الإمام أحمد ٥/١٧١.
٧ في جميع النسخ نوراً، عدا المطبوع.
٨ في (د) : أو. وفي أصل النص –في اجتماع الجيوش -: (فأنى) بدل (وأنى) .
٩ صحيح مسلم بشرح النووي ٣/١٥، الإيمان، باب قوله صلى الله عليه وسلم " نور أنى أراه".
١٠ في (أ) و (د) : (صحته) .

<<  <  ج: ص:  >  >>