للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال حذيفة رضي الله عنه: (كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، /وكنت/١ أسأله عن الشر، مخافة الوقوع فيه) ٢.

فالواجب على من له نهمة في الخير، وطلب العلم أن يبحث عن مذاهب السلف، وأقوالهم في هذا الأصل العظيم، الذي قد يكفر الإِنسان بالغلط فيه، ويعرف مذاهب الناس في مثل ذلك؛ وأن يطلب العلم من معدنه ومشكاته، وهو ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من الكتاب والحكمة، وما كان عليه سلف الأمة قال الله تعالى: {آلمص كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ} ٣ وقال تعالى: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} ٤.فإذا وفق العبد لهذا، وبحث عن تفاسير السلف، وأئمة الهدى، ورزق مع ذلك معلّماً، من أهل السنة، فقد احتضنته السعادة، ونزلت به أسباب التوفيق والسيادة. وإن كان نظر العبد وميله، إلى كلام اليونان، وأهل المنطق، والكلام، ومشائخه من أهل البدعة والجدل، فقد احتوشته أسباب الشقاوة، ونزلت/به/٥ وحلت قريباً من داره موجبات الطرد عن مائدة الرب وكتابه.

ومن عدم العلم، فليبتهل إلى معلّم إبراهيم، في أن يهديه إلى صراطه المستقيم، وليتفطّن لهذا الدعاء إذا دعا به في صلاته، ويعرف شدة فقره إليه وحاجته.

وأما من جحد لفظ الاستواء، ولم يؤمن به، فهو أيضاً كافر؛ وكفره أغلظ وأفحش


١ في (د) : وأنا.
٢ أخرجه البخاري في صحيحه ٦/٧١٢، المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام، وفي آخره بلفظ: ( ... مخافة أن يدركني) . وكذا عند مسلم في صحيحه بشرح النووي ١٢/٤٧٨-٤٧٩، الإمارة، باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن، وفي كل حال.
٣ سورة الأعراف الآية (١-٣)
٤ سورة الأنعام الآية (١٥٥) .
٥ زيادة في (د) .

<<  <  ج: ص:  >  >>