للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والواجب في هذا الباب: متابعة الكتاب والسنة، والتعبير بالعبارات السلفية السنيَّة الإيمانية، وترك المتشابه.

وأما من يقول: إذا قلتم إنّ الله على العرش استوى، فأخبروني قبل أن يخلق العرش، كيف كان، وأين كان، وفي أي مكان؟!

وجوابه: أن يقال، أما كيف كان فقد أجاب عنه إمام دار الهجرة، الذي تضرب إليه أكباد الإِبل، في طلب العلم النبوي، والميراث المحمدي، قال له السائل، يا أبا عبد الله١: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} ٢ كيف استوى؟ فقال مالك: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والسؤال عنه بدعة؛ وأمر بالسائل فأخرج عنه٣، فأخبر -رحمه الله- أن الكيف غير معلوم، لأنه لا يعلم إلاّ بعلم كيفية الذات، وقد حجب العباد عن معرفة ذلك، لكمال عظمته، وعظيم جلاله، وعقول العباد، لا يمكنها إدراك ذلك، ولا تحمله، وإنما أمروا بالنظر، والتفكُّر، فيما خلق وقدر؛ وإنما يقال: "كيف /هو/"٤ لمن لم يكن ثم كان؛ فأمَّا الذي لا يحول ولا يزول، ولم يزل، وليس له /نظير ولا/٥ مثل، فإنه لا يعلم كيف هو، وكيف يعرف قدر من لم يبد، ولم يمت، ولا يبلى. "وكيف" يكون لصفة شيء منه حد ومنتهى، يعرفه عارف، أو يحدّ قدره


١ في (أ) و (ب) و (ج) والمطبوع: يا أبا عبد الرحمن، والمشهور من كنيته ما أثبته.
٢ سورة طه الآية (٥) .
٣ ذكره ابن مندة في ردّه على الجهمية ص ١٤، واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد ٣/٣٩٨ رقم (٦٦٤) وشيخ الاسلام ابن تيمية في المجموع ٥/١٤٤، ٣٦٥. وقال: (ومثل هذا الجواب ثابت عن ربيعة بن عبد الرحمن شيخ مالك، وقد روي هذا الجواب عن أم سلمة رضي الله عنها موقوفاً ومرفوعاً، ولكن ليس إسناده مما يعتمد عليه) . وقد ذكر اللالكائي قول ربيعة في شرح أصول الاعتقاد برقم (٦٦٥) .
٤ساقط في (ب) و (ج) و (د) .
٥ ساقط في (ب) و (ج) و (د) .

<<  <  ج: ص:  >  >>