للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سعيد الخدري، ولم يوافقه عليه١، وبعض العلماء وافق معاوية على ذلك وقليل ما هم٢.

المسألة الرابعة:

وأما الابتداء بفاتحة الكتاب /كلّما/٣ أراد تلاوة القرآن؛ فلا أرى الإنكار على من فعل ذلك، لما ثبت في الحديث الصحيح، من قصة الأنصاري الذي كان يقرأ سورة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ٤، في كل ركعة، يكررها إذا أراد القراءة بغيرها، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: "سلوه لم فعل ذلك" فقال: إنِّي أحبها، لأن فيها صفة الرحمن، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أخبروه أن الله يحبه" ٥.


= عليه وسلم صاعاً من طعام أو صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير أو صاعاً من زبيب. فلما جاء معاوية وجاءت السمراء قال: أرى مدّا من هذا يعدل مدّين) . البخاري مع الفتح ٣/٤٣٦، الزكاة، باب صاع من زبيب، وذكر ذلك الحميدي في مسنده عن سفيان بن عيينة، حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صدقة الفطر صاع من شعير أو صاع من تمر، قال ابن عمر: فلما كان معاوية عدل الناس نصف صاع بر، بصاع من شعير". المسند للحميدي (ت٢١٩هـ) ، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، عالم الكتب، بيروت، مكتبة المتنبي القاهرة ٢/٣٠٧.
١ انظر فتح الباري ٣/٤٣٨.
٢ وقد وافقه على ذلك الحنفية، انظر: فتح القدير لابن الهمام ٢/٢٩٠؛ وبدائع الصنائع ٢/٩٦٧؛ وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق للزيلعي، دار المعرفة بيروت، ط/٢، ١/٣٠٨.
٣ في (أ) : كل من.
٤ سورة الإخلاص.
٥ وتمام الحديث: (أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً على سرية، وكان يقرأ لأصحابه في صلاته فيختم بقل هو الله أحد، فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: "سلوه لأي شيء يصنع ذلك"، فسألوه، فقال: لأنها صفة الرحمن، وأنا أحب أن أقرأ بها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أخبره أن الله يحبه".
البخاري مع الفتح ١٣/٣٦٠؛ التوحيد، باب ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى توحيد الله؛ صحيح مسلم بشرح النووي ٦/٣٤٣، المسافرون، باب فضل قراءة

<<  <  ج: ص:  >  >>