للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال شيخ الإسلام رحمه الله: (ولكن أبو حامد، دخل في أشياء من الفلسفة، وهي عند ابن عقيل زندقة؛ وقد ردّ عليه بعض ما دخل فيه من تأويلات الفلاسفة) .

وردّ عليه شيخ الإسلام في السبعينيّة ١، وذكر قوله، في العقول والنفوس، وأنه مذهب الفلاسفة، فأفاد وأجاد؛ وردّ عليه غيره من علماء الدين٢، وقال فيه تلميذه ابن العربي المالكي٣: شيخنا أبو حامد دخل في جوف الفلسفة، ثم أراد الخروج فلم يحسن.٤ وكلام أهل العلم معروف في هذا، لا يشكل إلاّ على من هو مزجى البضاعة، أجنبي من تلك الصناعة.

ومشائخنا تغمدهم الله برحمته مضوا على هذا السبيل والسنن، وقطعوا الوسائل إلى الزندقة والفلسفة والفتن، وأدَّبوا على ما هو دون ذلك، وأرشدوا الطالب إلى أوضح المناهج والمسالك، وشكرهم على ذلك كل صاحب سُنَّة، وممارسة للعلم النبوي.


١ السبعينية (بغية المرتاد) انظر رد شيخ الإسلام على قول الغزالي في العقول من صفحة ١٨٥ فما بعدها. ردَّ فيه على كلامه في كتبه: "معيار العلم" و"التفرقة بين الإيمان والزندقة" و"مشكاة الأنوار" و"جواهر القرآن.
٢ وممن ردّ عليه من العلماء: أبو عبد الله محمد بن علي المازري (ت٥٣٦هـ) ومحمد بن الوليد الطرطوشي (٥٢٠هـ) ، والإمام ابن الجوزي (٥٩٧هـ) ، في تلبيس إبليس، وأغلب نقده على إيراد الغزالي للأحاديث الضعيفة، ومحمد بن خلفبن موسى الأرس، من أهل البيره بالأندلس (ت٥٣٧هـ) ، في: النكت والأمالي في الرد على الغزالي، ومحمد بن محمد بن عبد الستار العمادي الكردي، في: الرد على الغزالي والجويني؛ كُتِبَ سنة ٨٨٤هـ، وعماد الدين مسعود بن شيبة بن الحسين السندي الحنفي، في: الرد على الغزالي والتصوف، انظر كتاب: الإمام الغزالي وعلاقة اليقين بالعقل، د. محمد إبراهيم الفيومي، ط/١، ١٩٧٦م، مكتبة أنجلو المصرية، الملحق: من خصوم الغزالي.
٣ هو محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله، أبو بكر بن العربي الأندلسي المالكي، صاحب التصانيف تفقه بأبي حامد الغزالي وغيره، من كتبه: عارضة الأحوذي لشرح صحيح الترمذي، والمحصول والإنصاف في الفقه وغيرها. (ت٥٤٣هـ) .
سير الأعلام ٢٠/١٩٧، النجوم الزاهرة ٥/٣٠٢، وشذرات الذهب ٤/١٤١.
٤ لم أجد محل ذكره لهذا الكلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>