للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ أبو حامد، ذو الأنباء الشنيعة، والتصانيف العظيمة، غلا في طريق التصوّف، وتجرّد لنصر مذهبهم، وصار داهية في ذلك، وألّف فيه تواليفه المشهورة١، أخذ عليه فيها مواضع، وساءت به ظنون أمة، والله أعلم بسرِّه، ونُفِّذَ أمر السلطان عندنا بالمغرب، وفتوى الفقهاء بإحراقها، والبعد عنها، فامتثل ذلك.٢ انتهى.

ونقل أبو المظفر يوسف سبط ابن الجوزي٣، المتهم بالتشيّع، في كتابه: "رياض الأفهام" قال: "ذكر أبو حامد في كتابه: "سرُّ العالمين، وكشف ما في الدارين وقال في حديث: "من كنت مولاه فعلي مولاه" ٤ أن عمر قال لعلي: "بخ بخ، أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة"٥؛ قال أبو حامد: وهذا تسليم ورضا. ثم بعد هذا غلب عليه الهوى، حبّاً للرئاسة، /وعقداً لبنود، أمر الخلافة/٦، ونهيها فحملهم على الخلاف {فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} ٧،٨ وسرد


١ ومن ذلك: رسالة الأقطاب، وإحياء علوم الدين، ومشكاة الأنوار وغيرها.
انظر مؤلفاته في: طبقات السبكي الكبرى ٦/٢٢٤-٢٢٧.
٢ انظر: سير الأعلام ١٩/٣٢٧، نقلاً عن معجم أبي علي الصدفي.
٣ هو يوسف بن قزغلي بن عبد الله، أبو المظفر التركي الحنفي، سبط الإمام أبي الفرج ابن الجوزي، سمع من جده وغيره، صنف تاريخ مرآة الزمان وغيره (ت٦٥٤هـ) .
انظر: سير الأعلام ٢٣/٢٩٦-٢٩٧، النجوم الزاهرة ٧/٣٩، شذرات الذهب ٥/٢٦٦.
٤ سنن الترمذي ٥/٥٩١، المناقب، باب مناقب علي بن ابي طالب، قال الترمذي: (هذا حديث حسن صحيح) سنن ابن ماجة ١/٢٤-٢٥، المقدمة، باب فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، مسند الإمام أحمد ١/١٥٢، ٤/٢٨١؛ المستدرك للحاكم ٣/١١٠، وقال: (صحيح على شرط مسلم) ، ووافقه الذهبي والحديث صححه الألباني، وقال بعد ذكره لرواية الترمذي والحاكم: (إسناده صحيح على شرط الشيخين) . سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني ٤/٣٣١-٣٣٢، ٣٣٦.
*وهذا الحديث من أقوى ما يستشهد به الشيعة الإمامية على أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بالخلافة لعلي رضي الله عنه.
٥ أثر عمر هذا لم أجد مصدره.
٦ كذا في الأصل (أ) . وفي بقية النسخ وسير الأعلام: (وعَقْدِ البنود، وأمرِ الخلافةِ) .
٧ سورة آل عمران الآية (١٨٧) .
٨ إلى هنا نقل الكلام من كتاب "سرّ العالمين" للغزالي. ولم أطلع عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>