للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن وافقهم كالقاضي أبي يعلى١، وابن الزاغوني٢ والجويني٣ والباجي٤ وهو وقول جهم بن صفوان٥ ومن اتبعه من المجبرة، /القائلين/٦ بنفي الحكمة، وأنها تفضي إلى الحاجة. فنفوا أن يكون في القرآن لام كي، وقالوا: يفعل ما يشاء لا لحكمة، فأثبتوا القدرة والمشيئة، وهذا تعظيم، ونفوا الحكمة لظنهم أنها تستلزم الحاجة٧.

الثاني: قول المعتزلة٨ ومن وافقهم: وهو أنه تعالى يخلق ويأمر، لحكمة تعود إلى العبادة وهي نفعهم، والإحسان إليهم، فلم بخلق ولم يأمر إلا لذلك، لكن قالوا بأنه يخلق من يتضرر بالخلق، فتناقضوا بذلك. ثم افترقوا على قولين:


١ هو محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن أحمد، القاضي أبو يعلى، شيخ الحنابلة، البغدادي، صاحب التعليقة الكبرى، وأحكام القرآن، والعدة في أصول الفقه وغيرها. (ت٤٥٨هـ) .
انظر: تاريخ بغداد ٢/ ٢٥٦، وسير الأعلام ١٨/ ٨٩.
٢ هو على بن عبيد الله بن نصر بن عبيد الله، بن الحسن بن الزاغوني، البغدادي، صاحب التصانيف. (ت ٤٥٨هـ) .
سير الأعلام ١٩/ ٦٠٥، وشذرات الذهب ٤/ ٨٠.
٣ هو عبد الملك بن عبد الله بن يوسف بن عبد الله، إمام الحرمين، أبو المعالي الجويني، الشافعي، صاحب التصانيف. كان فيه اعتزال. قال الذهبي: إنه جاور مكة وتعبد وتاب منها. وأنه في الآخر رجح مذهب السلف في الصفات. (ت ٤٧٨هـ) .
المستفاد من ذيل تاريخ بغداد ١٩/ ١٧٤، سير الأعلام ١٨/ ٤٦٨، طبقات السبكي ٥/ ١٦٥.
٤ هو أحمد بن سليمان أبو القاسم الباجي، روى عن أبيه، وحدث عن حاتم بن محمد، ومحمد ابن عتاب وغيرهم. وأجاز للقاضي عياض، اتفق موته بجدة بعد الحج (٤٩٣هـ) .
سير الأعلام ١٨/ ٥٤٥، والديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب، لإبراهيم بن على بن فرحون المالكي، وبهامشه نيل الابتهاج، لأحمد بن أحمد التنبكتي، ط/ ١، ١٣٥١،الفحامين، بمصر، ١/ ١٨٣.
٥ تقدمت ترجمته في ص ٢٩٩.
٦ في (ج) و (د) : قائلين.
٧ مجموع فتاوى شيخ الإسلام ٨/ ٣٧- ٣٨.
٨ تقدم التعريف بهم في ص ٢٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>