للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا يخفى ما أنتم عليه من كثرة المعاشرة، وطول المزاولة لجيرانكم، الذين ابتلوا بشتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخيار هذه الأمة، حتى رموهم بما يستحى.

من ذكره، وكثرت ثنائهم وموالاتهم للزنادقة والكفار من أعداء هذه الملة ولعل ما/جاء عنكم/١ من الذم والقيل هو من ذلك القبيل. شعر:

لما رأت أختها بالأمس قد خربت ... كان الخراب لها أعدى من الحرب٢

/وما أعمى/٣ بصائركم عما من الله به على هذا الشيخ٤ من النعم الباطنة والظاهرة، وكونه نصب نفسه. بحمد الله ومنته. لحماية/ دين الله/٥ والذب عنه، ومراغمة أعدائه فقام في وجوه من أجاز دعاء غير الله، والاعتماد عليه والتوكل على غيره؛ وذم من حسن حالهم، وذب عنهم، وتصدى للرد عليه، وتجهيله وتضليله؛ وقام في وجوه أهل البدع المنكرة كالجهمية٦ والأشاعرة٧ والسالمية٨


= كلهم بلفظ مختلف عما في المتن هنا. فعتد البخاري: " ... ألا إن القسوة وغلظ القلوب في الفدادين عند أصول أذناب الإبل ... " وفي رواية لمسلم والترمذي: " ... الفخر والخيلاء في أهل الخيل والإبل، والفدادين أهل الوبر، والسكينة في أهل الغنم". ولعل الشيخ ذكر الحديث بالمعنى.
١ في "د": ما جاءكم.
٢ البيت لأبي تمام ضمن قصيدته المشهورة التي مطلعها: السيف أصدق أنباء من الكتب....
انظر ديوان أبي التمام، الخطيب التبريزي، تقديم راجي جاسر الأسمر، دار الكتاب العربي بيروت، ط/١، ١٤١٣هـ ١٩٩٢م ١/٣٨.
٣ كذا في "أ" وفي بقية النسخ: "وأما عمي".
٤ أي عبد الرحمن، الذي طعن فيه عبد الله بن عمير -المرسل إليه- بأنه قبل جوائز ابن ثنيان وغيره مما تقدم.
٥ في "د": هذا الدين.
٦ تقدم التعريف بهم في ص ٢٩٩.
٧ تقدم التعريف بهم في ص ٥٧.
٨ السالمية: فرقة من المتكلمين ذوي النزعات الصوفية، تكونت في البصرة في القرنين الثالث والرابع للهجرة، أسسها التستري "ت٢٨٣هـ". فهي تسمى باسم أكبر تلاميذه عبد الله =

<<  <  ج: ص:  >  >>