للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القول المنجي، والشهادة النافعة١. ومصدر هذه الشروط عن علم وعمله، وهناك يصدر التلفظ بها عن يقين وصدق. والجهمية لم يتصفوا بشروط من هذه الشروط، وقد صرح أهل السنة بذلك.

وحاجة معطلة الصفات إلى معرفة التوحيد في العبادات، كحاجة من عدم الرأس من الحيوانات إلى الرسن. قال أبو الطيب:

فقر الجهول بلا علم إلى أدب ... فقر الحمار بلا/ عقل/٢ إلى رسن٣

وله أيضا شروط:

منها: معرفة الإله الحق بصفات كماله، ونعوت جلاله، التي علوه وارتفاعه واستواؤه على عرشه من أظهرها وأوحيها. /وكذلك/٤ معرفة أمره ونهيه ودينه الذي شرعه، والوقوف مع أمر رسوله وحدوده. ومنها: كون الطبيعة لينة منقادة/ سلسة/٥ قابلة.


١ وقد أوضح الشيخ عبد الرحمن بن حسن هذه الشروط، عند بيانه لمعنى لا إله إلا الله، وقال وهي كلمة الإخلاص، المنافي للشرك، وكلمة التقوى التي تقي قائلها من الشرك بالله، فلا تنفع قائلها إلا بشروط سبعة:
الأول: العلم بمعناها، نفيا وإثباتا.
الثاني: واليقين، وهو كمال العلم بها، المنافي للشرك والريب.
الثالث: والإخلاص، المنافي للشرك.
الرابع: والصدق، المانع من النفاق.
الخامس: المحبة لهذه الكلمة، ولما دلت عليه، والسرور بذلك.
السادس: القبول المنافي للرد، فقد بقولها من يعرفها لكن لا يقبلها ممن دعاه إليها، تعصبا وتكبرا، كما هو قد وقع من كثير.
السابع: الانقياد بحقوقها، وهي الأعمال الواجبة، إخلاصا لله، وطلبا لمرضاته. رسائل وفتاوى الشيخ عبد الرحمن، ضمن مجموعة الرسائل والمسائل النجدية ٢/٨٧-٨٨.
٢ في جميع النسخ "رأس" والتصويب من ديوان المتنبي.
٣ البيت تقدم في ص ٢٢٥.
٤ في "أ": وكذا.
٥ في المطبوع: سلسلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>