للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بطلان قول الجهمي: إنه بذاته في كل مكان١ ولو كان المر كما قال الظالم، لم يكن للمصلي والداعي خصوصية بالقرب،/ولكان/٢ المصلي وعابد الصنم سواء في القرب إليه؛ تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا

قال العلامة ابن القيم –رحمه الله-: المعية نوعان٣:

عامة وهي معية العلم والإحاطة ٤، كقوله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} ٥ وقوله: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا} ٦.

وخاصة: وهي معية القرب كقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} ٧، {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} ٨، {وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} ٩. فهذه


١ كما أشار إلى قولهم شيخ الإسلام في مجموع فتاواه ٥/١٦٦، ١٨٧.
٢ في "أ": ومكان.
٣ ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية هذين النوعين في مجموع الفتاوى ١١/٢٤٩-٢٥٠. ويأتي ذكر مصدر ابن القيم –رحمه الله- عند نهاية كلامه إن شاء الله.
٤ ذكره أيضا النووي في شرح صحيح مسلم ١٧/٢٩.
٥ سورة الحديد الآية "٤".
٦ سورة المجادلة الآية "٧".
فالمعية في الآيتين معية علم وإحاطة. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وقد ثبت عن السلف أنهم قالوا: هو معهم بعلمه. وقد ذكر ابن عبد البر أن هذا إجماع من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، ولم يخالفهم فيه أحد يعتد بقوله. وهو مأثور عن ابن عباس، والضحاك ومقاتل بن حيان وسفيان الثوري وأحمد بن حنبل وغيرهم". شرح حديث النزول ص ٣٥٦. وانظر التمهيد لابن عبد البر ٧/١٣٨. وإثبات صفة العلو للمقدسي ص ١٦٦.
٧ سورة النحل الآية "١٢٨".
٨ سورة البقرة الآية "١٥٣".
٩ سورة العنكبوت الآية "٦٩".

<<  <  ج: ص:  >  >>