للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

/رضي الله عنها/١ أحبهن إليه٢ وكان يحب أصحابه، وأحبهم إليه الصديق.

وأما المحبة الخاصة -/التي/٣، لا تصلح إلا لله وحده، ومتى أحب العبد بها غيره كان شركا لا يغفره الله- فهي محبة العبودية، وإيثاره على غيره، فهذه المحبة لا يجوز تعلقها بغير الله أصلا، وهي التي سوى المشركون بين آلهتهم وبين الله فيها، وهي أول دعوة الرسل. وآخر كلام العبد المؤمن، الذي إذا مات عليه دخل الجنة ٤؛ واعترافه وإقراره بهذه المحبة، وإفراد الرب بها، فهي أول ما يدخل في الإسلام، وآخر ما

يخرج به من الدنيا إلى الله، وجميع الأعمال كالأدوات والآلات لها، وجميع المقامات وسائل إليها، وأسباب لتحصيلها وتكميلها وتحصينها من الشوائب والعلل فهي قطب رحى السعادة، وروح الإيمان، وساق شجرة الإسلام.

ولأجلها أنزل الله الكتاب والحديد، فالكتاب هاديا ودالا عليها، ومفصلا لها، والحديد لمن خرج عنها، وأشرك مع الله غيره فيها؛ ولأجلها خلقت الجنة والنار٥،


١ ساقط في "أ" والمطبوع.
٢ كما جاء في حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل، فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك قال: عائشة ... " صحيح البخاري مع الفتح ٧/٢٢ فضائل الصحابة، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لو كنت متخذا خليلا". صحيح مسلم بشرح النووي ١٦/٣٢٢ فضائل الصحابة، باب فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
٣ في "د": الذي.
٤ يشير إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم "من كان آخركلامه لا إله إلا الله دخل الجنة". سنن أبي داود ٣/٤٨٦، الجنائز، باب في التلقين. مسند الإمام أحمد ٥/٢٣٣، ٢٤٧ بلفظ: " ... وجبت له الجنة". المستدرك للحاكم ١/٣٥١، و٥٠٠، وصححه، ووافقه الذهبي. إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل، لمحمد بن ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، بيروت، ط/٢، ١٤٠٥هـ-١٩٨٥م، ٣/١٥٠.
٥ هذا القول يشير إلى ما قرره أهل السنة والجماعة في معتقدهم عن الجنة والنار، وهو أنهم اتفقوا على أن الجنة والنار مخلوقتان، لا تفنيان ولا تبيدان أبدا، وأنهما موجودتان الآن، =

<<  <  ج: ص:  >  >>