للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معابد اللات والعزى وما كان عليه أهل الجاهلية.

وكذلك مشهد العباس١ ومشهد علي ومشهد أبي حنيفة٢ ومعروف الكرخي٣ والشيخ.

عبد القادر٤؛ فإنهم قد افتتنوا بهذه المشاهد، رافضتهم وسنتهم، وعدلوا عن أسنى المطالب والمقاصد، ولم يعرفوا ما وجب عليهم من حق الله، الفرد الصمد الواحد. وبالجملة فهم شر تلك الأمصار وأعظمهم نفورا عن الحق واستكبارا.

والرافضة يُصلون لتلك المشاهد، ويركعون ويسجدون لمن في تلك المعاهد، وقد صرفوا من الأموال والنذور لسكان تلك الأحداث والقبور، ما لا يحصل عشر معشاره للملك العلي الغفور، ويزعمون أن زيارتهم لعلي وأمثاله، أفضل من سبعين حجة٥،


١ إن كان المصنف يعني قبر العباس -عم الرسول صلى الله عليه وسلم- الذي بالبقيع فقد كان ذلك في وقته، أما اليوم فلم يعد يزار، وليس عليه علامات ولا شعارات، بل هو كغيره من القبور. وقد أشار إليه شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى ٢٧/٤٨٣.
٢ وهو في بغداد، حيث دفن في مقبرة الخيزران. وقبره هناك ظاهر معروف، ينتابه الزوار. انظر: تاريخ بغداد ١٣/٣٢٤.
٣ هو معروف بن فيروز الكرخي أبو محفوظ، أحد الأعلام الزهاد والمتصوفين، كان من موالي الإمام علي الرضي بن موسى الكاظم. ولد في كرخ بغداد ونشأ فيها، واشتهر بالصلاح، وقصده الناس للتبرك به. توفي ببغداد سنة "٢٠٠هـ". طبقات الصوفية، ٨٣-٩٠، وفيات الأعيان، ٢/١٠٤، صفة الصفوة ٢/١٧٩، تاريخ بغداد ١٣/١٩٩.
٤ تقدمت ترجمته في ص ٥٠٥. ومشهده ببغداد حيث توفي.
انظر: سير الأعلام، ٢٠/٤٤١ والأعلام للزركلي، ٤/٤٧. وأغلب هذه المشاهد مكذوبة، كلما وضح ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- في مجموع الفتاوى، ٢٧/٤٨٢-٤٨٩. ثم إنه لو صح نسبة قبر لصاحبه، فليس في شريعتنا الاستغاثة بالقبور ودعاء أصحابها فإن ذلك من أفعال المبتدعة الضلال. فالبناء على القبور ليس من دين المسلمين، بل هو منهي عنه بالنصوص الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وليس لأحد قصد الصلاة عند قبر أحد، لا نبي ولا غيره. انظر: زيادة توضيح مجموع الفتاوى، ٢٧/٤٨٨-٤٨٩.
٥ ومما يدل على ذلك الواقع المشاهد الذي نراهم عليه أثناء حجهم زيارتهم للمدينة النبوية، من عكوفهم عند البقيع، وشده اهتمامهم بقبر فاطمة الزهراء خاصة، فإن ما يفعلونه عندها من بكاء وويلات ودعاء ونحوها. إن هي إلا محض عبادة، وكأن ذلك أحد أركان حجهم. والبعض يعتكف عند قبرها أكثر مما يقضيه من أوقات في مسجد رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

<<  <  ج: ص:  >  >>