للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ممن هلك كيف هلك، إنما العجب ممن نجا كيف نجا ١. ولقد أحسن العلامة محمد بن إسماعيل الأمير، فيما أبداه من أهل وقته من التبديل والتغيير. ونص المنظومة ٢:

أما آن عما أنت فيه متاب ... وهل لك من بعد/البعاد/٣ إياب

تقضت بك الأعمار في غير طاعة ... سوى عمل ترضاه وهو سراب

إذا لم يكن لله فعلك خالصا ... فكل بناء قد بنيت خراب

فللعمل الإخلاص/شرط/٤ إذا أتى ... وقد وافقته سنة وكتاب

وقد صين عن كل ابتداع وكيف ذا ... وقد طبق الآفاق منه عباب ٥

طغى الماء من كل ابتداع على الورى ... فلم ينج منه مركب وركاب

وطوفان نوح كان في الفلك أهله ... فنجا همو، والغارقون تباب

فأنى لنا فلك ينجي وليته ... يطير بنا عما نراه غراب

وأين إلى أين المطار وكلما ... على ظهرها يأتيك منه عجاب

نسائل من دار الأراضي سياحة ... عسى بلدة فيها هدى وصواب

فيخبر كل عن قبائح ما رأى ... وليس لأهليها يكون متاب

لأنهموا عدوا قبائح فعلهم ... محاسن يرجى عندهن ثواب

كقوم عراة في ذى مصر ما على ... عورة منهم هناك ثياب

يدورون فيها كاشفين لعورة ... تواتر هذا لا يقال كذاب


١ تقدم هذا الكلام في ٢٩٨.
٢ لم ترد هذه المنظومة في "أ" ولا في المطبوع. وإنما في "د".
٣ كذا في الأصل. ولعله "العناد".
٤ في "د": شرطا.
٥ في الأبيات الثلاثة المتقدمة، شروط للعمل الصالح، المرجو القبول عند الله تعالى، وهي:
أن يكون خالصا لله تبارك وتعالى/
أن يكون موافقا للكتاب والسنة.
أن يكون خاليا من شوائب البدع.
فهذه أهم شروط القبول من العبد، فلا يقبل عمل خالف أحدها، وعليها يدل قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: " أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري =

<<  <  ج: ص:  >  >>