للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

/الفرد/١ الجامع. وكان شيخ آخر معظم عند أتباعه، يدَّعي هذه المنزلة، ويقول إنه المهدي الذي بشر به النبي صلى الله عليه وسلم وأنه يزوج عيسى ابنته، وأن تواصي الملوك بيده، والأولياء بيده، يولي من يشاء ويعزل من يشاء، وأن الرب يناجيه دائما، وأنه الذي يمد حملة العرش وحيتان البحر؛ وقد عزَّرته تعزيرا بليغا في يوم مشهود، في حضرة من أهل المسجد الجامع يوم الجمعة بالقاهرة، فعرفه الناس، وانكسر بسببه أشباهه من الدجاجلة.

ومن هؤلاء من يقول: قول الله سبحانه/ وتعالى/٢ {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً، لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} ٣ أن الرسول هو الذي يسبح بكرة وأصيلا.

ومنهم من يقول: إن الرسول يعلم مفاتيح الغيب الخمس، التي قال النبي صلى الله عليه وسلم فيها: "خمس لا يعلمهن إلا الله، إن الله عنده علم الساعة، وينزل الغيث، ويعلم ما في الأرحام، وما تدري نفس ماذا تكسب غدا، وما تدري نفس بأي أرض تموت/إن الله عليم خبير/٤"٥. وقال إنه علمها بعد أن أخبر أنه لا يعلمها إلا الله.


= كل واحد منهم في قارة من القارات السبع بأمر الغوث. النجباء: كل واحد منهم يتصرف في ناحية تتحكم في مصائر الخلق. فأولئك هم الأولياء المتصرفون في عالم المتصوفة الخرافي. انظر: الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة، لعبد الرحمن عبد الخالق، ص ٣٧. وانظر قول شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان بطلانها: مجموع الفتاوى، ١١/٤٣٣ وما بعدها.
١ ساقطة في "د".
٢ كذا في "د". وفي "أ" والمطبوع: "وبحمده".
٣ سورة الفتح: الآيتان "٨، ٩".
٤ ساقط في "د" والمطبوع.
٥ مسند الإمام أحمد ٥/٢٥٣، واللفظ له. صحيح البخاري مع الفتح، ٨/١٤١، التفسير، باب {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ} برواية: "مفاتح الغيب خمس، إن الله عنده علم الساعة ... " الحديث. صحيح مسلم بشرح النووي، ١/٢٧٧، ٢٧٩، الإيمان، باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان ... إلخ؛ بلفظ: "خمس من الغيب ... ". سنن النسائي ٨/١٠٣، الإيمان، باب صفة الإيمان والإسلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>