للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمولى يطلق على السيد ١ /والحليف/٢ والمعتق ٣ والموالي بالنصرة ٤ والمحبة والعشق؛ وأطلق على الزوج؛ كما قال تعالى: {وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ} ٥. فإطلاق هذه الألفاظ على هذا الوجه معروف لا ينكر. وفي السنة من ذلك كثير ٦.

وأما إطلاق ذلك في المعاني المحدثة، كمن يدعي أن السيد هو الذي يُدعى ويعُظم، والولي هو الذي يُبغى منه النصر والشفاعة ٧، ونحو ذلك من المقاصد الخبيثة. فهذا لا يجوز، بل هو من أقسام الشرك.

المسألة الثامنة

قول الرجل لولده أو غيره: طعامك أو شرابك أو مالك عليّ حرام؟

فالجواب: أن تحريم ما أحل الله لا يُحرم بنص القرآن، كما في سورة التحريم ٨.

واختلفوا هل عليه كفارة يمين، أو لا؟ وكثير من أهل العلم يرى أن عليه كفارة


١ كما في حديث: "من كنت مولاه فعليّ مولاه"، تقدم تخريجه في ص ٣٩٩.
٢ كذا في المطبوع، وفي جميع النسخ، والحلف. وقد جاء "المولى" بمعنى الحليف في حديث: " مولى القوم من أنفسهم". البخاري مع الفتح، ١٢/٤٩، الفرائض، باب مولى "القوم من أنفسهم".
٣ ويأتي بمعنى المعتق كما في حديث: "أن مولى للنبي صلى الله عليه وسلم وقع من نخلة فمات". سنن ابن ماجه، ٢/١٢٢، الفرائض، باب ميراث الولاء.
٤ كما في حديث "الله مولانا ولا مولى لكم". البخاري مع الفتح، ٦/١٨٨، الجهاد، باب ما يكره من التنازع.
٥ سورة يوسف: الآية "٢٥".
٦ وقد تقدم ذكر بعضها هنا في هذه الصفحة.
٧ هذا كما هو حال الصوفية واعتقادهم في الأولياء، وفي الأضرحة والمشاهد، ممن يطلقون عليهم لفظ: سيدي فلان، وفلان، ونحو ذلك.
٨ وهو قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [التحريم: ١] . فالآية تدل على أن من حرم على نفسه شيئا، لم تحرم عليه، وتلزمه كفارة يمين. تفسير القاسمي، ١٦/٥٨٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>