للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما ما يفعله بعض الناس مع من يقدم من المدينة من الاستشفاء بريقهم على الجراح، فهذا لا أصل له، ولم يجيء فيمن أتى من المدينة خصوصية توجب هذا؛ والحاج أفضل منه ١.

ولا يعرف أن أحدا من أهل العلم فعل هذا مع الحاج ٢، وإنما الوارد الاستشفاء بريق المسلم مع تربة الأرض، إذا سمى الله في ذلك، كما في حديث: "بسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا يشفى سقيمنا بإذن ربنا" ٣. فهذه الرقية من المسلم الموحد على هذا الوجه، قد جاءت بها الأحاديث ٤.


= جعلا، فجعلوا لهم قطيعا من شاة، فجعل يقرأ بأم القرآن، ويجمع بزاقه ويتفل، فبرأ، فأتوا بالشاة فقالوا: لا نأخذه حتى نسأل النبي صلى الله عليه وسلم، فسألوه، فضحك وقال: "وما أدراك أنها رقية، خذوها واضربوا لي بسهم". صحيح البخاري مع الفتح، ٤/٥٢٩، الإجارة، باب ما يعطى في الرقية. صحيح مسلم بشرح النووي، ١٤/٤٣٨، السلام، باب جواز أخذ الأجر على الرقية بالقرآن والأذكار. سنن أبي داود، ٣/٧٠٣-٧٠٥، البيوع، باب في كسب الأطباء. مسند الإمام أحمد ٣/٢.
١ أفضلية الحاج هنا على من يقدم من المدينة كونه طاهرا من الذنوب كما في نص الحديث: "من حج لله فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه" بينما القادم من المدينة لم يرد فيه أية خصوصية. صحيح البخاري مع الفتح، ٣/٤٤٦، الحج، باب فضل الحج المبرور. صحيح مسلم بشرح النووي، ٩/١٢٧، الحج، باب فضل الحج والعمرة. سنن الترمذي، ٣/١٧٦، الحج، ما جاء في ثواب الحج، بلفظ: "من حج.. غفر له ما تقدم من ذنبه". سنن النسائي، ٥/١١٤، الحج، باب فضل الحج، باختلاف يسير عن اللفظ الأول. سنن ابن ماجه، ٢/١٥٤، مناسك، باب الحج والعمرة.
٢ إذ إنه لم يرد خصوصية بريقه أيضا، رغم تفضيله على القادم من المدينة.
٣ صحيح البخاري، ٧/٢٤٩، الطب، باب رقية النبي صلى الله عليه وسلم؛ صحيح مسلم بشرح النووي، ١٤/٤٣٤، السلام باب استحباب الرقية من العين والنملة والحمى.
٤ وقد تقدم بعضها، كالذي في الرقية بفاتحة الكتاب، ومنها أيضا: حديث عائشة –رضي الله عنها-: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات، وينفث، فلما اشتد وجعه، كنت أقرأ عليه، وأمسح عنه بيده، رجاء بركتها". صحيح مسلم بشرح النووي، ١٤/٤٣٢، السلام، باب رقية المريض بالمعوذات والنفث. وانظر بقية الأحاديث في نفس الباب.

<<  <  ج: ص:  >  >>