للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فخرجت إليه، وبذلك جهدي، ودافعت عن المسلمين ما استطعت؛ خشية استباحة البلدة، ومعه من الأشرار وفجار القراء، من يحثه على ذلك/ ويتفوه/١ بتكفير بعض رؤساء أهل بلدتنا، وبعض الأعراب يطلقه بانتسابهم إلى عبد الله بن فيصل. فوقى الله شر ذلك الفتنة، ولطف بنا، ودخلها بعد صلح وعقد، وما جرى من المظالم والنكث دون ما كنا نتوقع، وليس الكلام بصدده وإنما الكلام في بيان ما نراه ونعتقده.

وصارت له ولاية بالغلبة والقهر، تنفذ بها أحكامه، وتجب طاعته في المعروف، كما عليه كافة أهل العلم على تقادم الأعصار، ومر الدهور. وما قيل من تكفيره لم يثبت لديَّ. فسرتُ على آثار أهل العلم، واقتديت بهم في الطاعة في المعروف، وترك الفتنة، وما توجب/من/٢ الفساد على الدين والدنيا؛ والله يعلم أني بار راشد في ذلك، ومن أشكل عليه شيء من ذلك، فليراجع كتب الإجماع؛ كمصنف ابن جزم ٣ ومصنف ابن هبيرة ٤ وما ذكره الحنابلة وغيرهم. وما ظننت أن هذا يخفى على من له أدنى


١ في "د": ويفتوه.
٢ ساقط في "د".
٣ هو علي بن أحمد بن سعيد أبو محمد، ابن حزم الفارسي الأصل، ثم الأندلسي القرطبي، الظاهري، صاحب التصانيف منها: المحلى، ومراتب الإجماع، ولد بقرطبة سنة "٣٨٤هـ"، "ت٤٥٦هـ".
انظر ترجمته: تذكرة الحفاظ، ٣/١١٤٦-١١٥٥؛ وسير الأعلام، ١٨/١٨٤-٢١٢.
قال في كتابه: "مراتب الإجماع": "اتفقوا أنه لا يجوز أن يكون على المسلمين في وقت واحد في جميع الدنيا إمامان، لا متفقان ولا مفترقان، ولا في مكانين ولا في مكان واحد". "واتفقوا أن الإمام الواجب إمامته، فإن طاعته في كل ما أمر – ما لم يكن معصية - فرض، والقتال دونه فرض، وخدمته فيما أمر به واجبة، وأحكامه وأحكام من ولي نافذة، وعزله من عزل نافذ".
وعلى هذا الأساس كان الشيخ عبد اللطيف –رحمه الله - لا ينزع يد الطاعة عمن تأمر بالغلبة من أحد الأخوين. مراتب الإجماع في العبادات والمعاملات والاعتقادات. لابن حزم، دار الكتب العلمية، بيروت، نشر: دار الباز، مكة المكرمة؛ ومعه: نقد مراتب الإجماع، لابن تيمية ص ١٢٤، ١٢٦.
٤ هو يحيى بن محمد بن هبيرة بن سعيد العراقي الحنبلي، صاحب التصانيف، له كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح"، والعبادات، وغيرهما. "ت٥٦هـ".
انظر ترجمته: سير الأعلام ٢٠/٤٢٦-٤٣٢؛ والبداية والنهاية، ١٢/٢٦٨-٢٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>