للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان، وأما مع عدم النص المخالف فالاقتداء بمن هدى الله من النبيين هو الواجب، كما قال تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} ١.

وأما ثناء الصحاف على مشايخه الستة الذين سماهم، وادعى أنهم من أهل العلم والفضل، وقدمهم على من سواهم.

فيقال له: هذه دعوى، وهذا الثناء، هو بحسب ما عندك وما ظهر لك، ومن تجاوزت به الغفلة والجهالة إلى أن يجعل عباد الله الموحدين من أهل الضلالة، الذين يكفرون أهل "لا إله إلا الله" ويجعل عباد الأولياء والصالحين، الذين يفزعون إليه بالدعوة من دون رب العالمين، هم أهل "لا إله إلا الله" كيف يعرف العلم والإيمان؟ أو يرجع إليه في تحقيق هذا الشأن؟ شعرا:

ما أنت بالحكم الترضى حكومته ... ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدل ٢

وشهادة من لا يعرف العلم أو النحو أو الهندسة أو الطب مثلا، لشخص بأنه عالم أو نحوي أو مهندس أو طبيب: شهادة زور، وقول بلا علم، وفي المثل: "لا يعرف الفضل إلا ذووه" ولو عرف هذا الرجل الفضل وأهله، والعلم ومحله، لأحجم عن هذا الهذيان.

وقد نقل لنا عن بعض هؤلاء الستة الذين سماهم واختارهم ما يقتضي – إن صح - أن يحكم على صاحبه بأنه من المعطلة الضالين.

ويقال لهذا ٣ أيضا: هذه الدعوى قد ادعاها كل أحد لشيخه ومتبوعه؛ فادعتها الجهمية، والقدرية، والخوارج، والمعتزلة، والروافض، والنصيرية، ونحوهم من كل مبتدع ضال، فكل أحد يدعي أن شيخه وإمامه أولى بالعلم والإيمان من خصومه، والدعاوى المجردة لسنا منها في شيء، وقد قال تعالى: {وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلا


١ سورة الأنعام: الآية "٩٠".
٢ البيت للفرزدق، وقد تقدم تخريجه في ص ٥٦٥.
٣ "لهذا" ساقط من ب وج.

<<  <  ج: ص:  >  >>