للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مسعود" ١ وقال: "رضيت لأمتى ما رضى لها ابن أم عبد" ٢ يعنى ابن مسعود وقال صلى الله عليه وسلم "أعلمكم بالحلال والحرام معاذ وأقرأكم أبى"٣ وقال: "إن لكل أمة أمينا وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح" ٤ وهذا يوجب الرجوع إلية لاختصاصه بالأمانة ولكل ما ذكروه معنى وتأويل ذكره أهل العلم في كتبهم ولا يحتاج إلى ذكره في هذا الموضوع واقتصرنا على هذا القدر ورفعنا بهذه المعارضة كلامهم والله المعين على التمسك بالحق والمرشد إليه.

مسألة: إجماع أهل المدينة على انفرادهم لا يكون حجة عندنا.

وقال مالك: إذا أجمع أهل المدينة على شئ لم يعتد بخلاف غيرهم٥. وقال الأبهرى من أصحابنا: إنما أراد بهذا فيما طريقه الإخبار. وقال بعضهم: أراد به ترجيح قولهم٦ وقد أشار الشافعى رضى الله عنه في هذا في القديم ورجح رواية أهل المدينة على رواية غيرهم وقال بعضهم: أراد بذلك في زمان الصحابة والتابعين وتابعى التابعين فأما من نصر قول مالك على الإطلاق تعلق بقوله صلى الله عليه وسلم: " المدينة طيبة وأنها ينفى خبثها كما ينفى الكير خبث الحديد" ٧ قال: والخطأ من الخبث فكان منتفيا عن أهل المدينة. وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الإيمان ليأزر إلى المدينة كما تأزر الحية إلى جحرها" ٨


١ أخرجه الترمذي: المناقب "٥/٦٧٢" ح "٣٨٠٥" وقال: حسن غريب.
٢ أخرجه الطبراني في الكبير: "٩/٨٠" ح "٨٤٥٨" والحاكم في المستدرك "٣/٣١٧".
٣ أخرجه الترمذي: المناقب "٥/٦٦٤" ح "٣٧٩٠ وقال: حسن غريب وابن ماجة: المقدمة "١/٥٥" ح "١٥٤" وأحمد: المسند "٣/٣٤٤" ح "١٣٩٩٨".
٤ أخرجه البخاري: المغازي "٧/٦٩٦" ح "٤٣٨٢" ومسلم: فضائل الصحابة "٤/١٨٨١" ح "٥٣/٢٤١٩".
٥ المقصود بأهل المدينة هنا أي: الصحابة والتابعين دون غيرهم انظر نهاية السول "٣/٢٦٤".
٦ انظر نهاية السول "٣/٢٦٤" إحكام الأحكام للآمدي "١/٣٤٩" انظر المحصول "٢/٧٨" روضة الناظر "١٢٦" فواتح الرحموت "٢/٢٣٢" حاشية الشيخ محمد بخيت المطيعي "٣/٢٦٤" أصول الفقه للشيخ محمد أبو النور زهير "٣/١٥٤".
٧ أصله في البخاري ومسلم بلفظ "المدينة تنفي كما ينفي الكير خبث الحديد" أخرجه البخاري: فضائل المدينة "٤/١٠٤" ح "١٨٧١" ومسلم: الحج "٢/١٠٠٦" ح "٤٨٨/١٣٨٢".
٨ أخرجه البخاري: فضائل المدينة "٤/١١١" ح "١٨٧٦" ومسلم: الإيمان "١/١٣١" ح "٢٣٣/١٤٧".

<<  <  ج: ص:  >  >>