للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأدعى للإقبال، وأخف على الأرواح، فتركه إنما هو رخصة لا عزيمة، فعليك أن تستعمل فكرك في استخلاص الحق، وتبصر وتشيم كل برق فما كل داعي بأهل، لأن يصاخ له، ولا ترم بنفسك في إسار التقليد، ولا تكن في الأمور إمعة، كلما سار إنسان سرت معه".

ومع هذا الدافع عن السجع، وبيان مواطنه المناسبة، فإن التيار كان قويًا، وقد كان حفني ناصف نفسه من العاملين على إشاعة الترسل في الكتابة كما يقول صاحبًا الوسيط، وإن ظل الأسلوب الأدبي متميزًا بطابع خاص، وقد مرت بنا بعض رسائل قل فيها السجع، ومع ذلك حفظت رونقها وطلاوتها كتلك التي كان يكتبها الشيخ مفتاح.

إن دافع حنفي ناصف وثيقة قيمة تكشف عن الصراع في سبيل الوصول إلى الأسلوب المناسب مع تيارات العصر، وكانت آخر سهم وجهته الفرقة المحافظة قبل أن تستسلم.

أما أدباء الشام -سواء منهم من آثر الإقامة بمصر، ومن ظل بدياره فقد كانت السمة الغالبة على نثرهم هي السجع، وحشد المحسنات، وبخاصة في الرسائل، ولقد ذكرت أني سأختار كاتبين من بين كتابهم كان لهما عناية بفن الرسائل، وصلات متينة مع كثير من الأدباء استدعت مكاتبتهم والرد عليهم، وهمها إبراهيم اليازجي، وأديب إسحاق.

<<  <   >  >>