للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صحيفة أخرى أسبوعية للأدب والعلوم والفنون، واتسمت هذه الفترة بالنزوع إلى الحرية في تطرف أحيانًا، واعتدال أحيانًا أخرى، فسلامة موسى يدعو إلى الحرية المطلقة بدعوى أن النفع من الحرية أكثر من الضرر الذي ينتج منها وينجم عنها "هلال يناير ١٩٢٨"، وإبراهيم المصري يدعو إلى حرية الفنان بدون قيود قائلًا: "إن الفنان هو المخلوق الوحيد الذي يستطيع أن يكون حرًا، وأن يحقق في شخصه مثل الحرية الأعلى -هو دون سواء من الناس الرجل الذي يمكنه من غير احتفال أو أسف أو حسرة أن يلقي عن كاهله عبء التقاليد ... وهو يعلم أنه إذا خضع لشخصية المصلح فسيطر فيه المفكر على الفنان، أو العقل على الغريزة، فيركم للخيالات الفكرية لا للحقائق النفسية، إن الفنان يهبط إلى قراءة اللذة كي يحس بأقصى الألم، "البلاغ الأسبوعي ٤ من فبراير ١٩٢٧".

ويقول العقاد: "ليس للفنان أن يعتسف، ولا أن يدعو ملكته إلى غير ما ترضاه، وتنساق إليه بمحض الحرية وعفو السليقة، وليس له هو أن يخط للحرية الفنية حدودها، أو يشق لها طريقها؛ لأنها حرية مطلقة لا فرق عندها بين طغيان صاحبها وطغيان عدوها، ولا محاباة عندها في استجابة أمر تراد عليه "الرسالة في من أغسطس ١٩٢٧".

ومن المجلات التي اتجهت وجهة غربية خالصة، نابذة كل قديمها مهما كان شأنه، غير ناظرة إلى الوراء وسمت نفسها جريدة السلام والبناء، مجلة "الفجر" وكانت من دعاة "المصرية" الإقليمية، وآثرت ألا تترجم عن الفرنسية أو الإنجليزية، بل أخذت تترجم عن الروسية، ومن المجلات التي نزعت تلك النزعة المتطرفة "المجلة الجديدة لسلامة موسى" نوفمبر ١٩٢٩، اهتمت بالعلوم، وآمنت إيمانًا مطلقًا بالغرب وبكل ما هو غربي، وبالتبعية للحضارة الغربية، وعملت جهدها على الحط من شأن الأدب العربي، متهمة العرب وعقليتهم بالقصور والعقم، ودعت غير وانية إلى القومية الفرعونية، ويقول صاحبها في افتتاحية العدد الأول: "نزعتها بالطبع نزعة محررها الذي عرفه القراء في السنوات الماضية، فنحن نقصد

<<  <   >  >>