فالله ﷿ أخبر أن هذا القرآن الكريم لا يمسه إلا المطهرون إجلالاً له وتعظيمًا، وجاء الإخبار في الآية بصيغة الحصر فاقتضى ذلك حصر الجواز في المطهرين، وعموم سلبه في غيرهم، والمراد بالمطهرين؛ المطهرون من الأحداث والأنجاس من بني آدم.
٢. عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن جده ﵃، أن النبي ﷺ كتب إلى أهل اليمن كتاباً، وكان فيه:(لَا يَمَسُّ الْقُرآنَ إِلَّا طَاهِرٌ)(١).
واتفق الفقهاء أن غير المتوضئ يجوز له تلاوة القرآن أو النظر إليه دون لمسه، كما أجازوا للصبي لمس القرآن للتعلم، لأنه غير مكلف، والأفضل التوضأ.
واختلف الأئمة الأربعة فيما إذا كان اللمس مع حائل.
(١) أخرجه الموطأ في القرآن، باب الأمر بالوضوء لمن مس القرآن مرسلاً، وإسناده صحيح، وهو قطعة من كتاب كتبه رسول الله ﷺ إلى أقيال اليمن، وبعث به عمرو بن حزم وبقي بعده عند آله، وقد رواه الحاكم بطوله في " المستدرك " ١/ ٣٩٥ من طريق الحكم بن موسى عن يحيى بن حمزة، عن سليمان بن داود، عن الزهري، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه عن جده، وصححه هو وابن حبان رقم (٧٩٣) وصححه غير واحد من الحفاظ. وأخرجه الدارمي (٢٣١٢) والنسائي (٨/ ٥٧) والدارقطني (٤٣٩).