فأما الأمور الدنيوية فتستعين بالله عليها أن ييسر لك أمرك، ويوسع لك رزقك، وييسر لك أمور دنياك، ولا يمنع مع هذا أن يطلب الأسباب، ولكن أن يكون قلبه متعلقاً بالله تعالى وحده.
علام سؤال الناس والرزق واسع … وأنت صحيح لم تخنك الأصابع
وللعيش أوكار وفي الأرض مذهب … عريض وباب الرزق في الأرض واسع
فكن طالباً للرزق من رازق الغنى … وخل سؤال الناس فالله صانع
فلماذا يحتاج الإنسان للناس، ويعلق قلبه بهم، وهم فقراء، والغني قد فتح بابه، ويفرح بإنزال الحوائج به سبحانه.
وأشرف من ذلك أن تستعين بالله في أمور دينك، بأن تسأله أن يعينك على فعل الواجبات، وترك المحرمات، والحرص على المستحبات، فالعبد ضعيف بنفسه، قد يغلبه الشيطان، ويوقعه في المعاصي، أو يصدّه عن الطاعات، وهنا يأتي أثر الاستعانة بالله، حين تتوجه له بكليتك، وتقصده بمسألتك، أن يعينك على فعل الطاعة، وترك المعصية.
وهذه الاستعانة بالله في الأمور الدينية أشرف وأعظم، مع أن أغلب الناس غفلوا عنها.
وجماع القول: أن الاستعانة عبادة من العبادات التي نحتاجها في كل لحظة، فالعبد ضعيف إلا إن قوّاه الله، ومقصر إلا إن أعانه الله، فاستعن بالله في أمورك الدينية والدنيوية، وحقق الاستعانة بالله، الاستعانة التي تتضمن كمال الذّل، وكمال التوكل، وكمال التفويض له.