٢) المتابعة للرسول ﷺ: فإن الله لا يقبل من العمل إلا الموافق لهدي الرسول ﷺ، قال الله تعالى: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ (الحشر: ٧)، وقَال تعالى: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ (النساء: ٦٥).
* وللعبادة ركنان:
الأول: كمال الخضوع والذل، والمراد أن يستكين العبد لله ويخضع ويذل و ينقاد له، كلما سمع أمرًا أو نهيًا انقاد سمعاً وطاعةً
الثاني: كمال المحبة، كما قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ﴾ [البقرة: ١٦٥]، قال ابن تيمية:«والعبادة تجمع كمال المحبة وكمال الذل، فالعابد محب خاضع، بخلاف من يحب من لا يخضع له، بل يحبه ليتوسل به إلى محبوب آخر، وبخلاف من يخضع لمن لا يحبه كما يخضع للظالم، فإن كلا من هذين ليس عبادة محضة»(١).
* والعبادة نوعان:
١) عبادة كونية: وتسمى عبودية الربوبية، وهي الخضوع لأمر الله تعالى الكوني وهذه عامة وشاملة لجميع الخلق لا يخرج عنها أحد، لقوله تعالى: ﴿إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا﴾ [مريم: ٩٣]، فهي شاملة للمؤمن والكافر، والبر والفاجر.