٢) عبادة شرعية: وتسمّى عبادة الطاعة والامتثال، وهي الخضوع لأمر الله تعالى الشرعي وهذه خاصة بمن أطاع الله تعالى، واتبّع ما جاءت به الرسل، مثل قوله تعالى: ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا﴾ [الفرقان: ٦٣].
* والعبادة بحسب ما تقوم به من الأعضاء على ثلاثة أقسام:
القسم الأول: عبادات اعتقادية: كالمحبة والخوف والرجاء والإنابة والخشية والرهبة والتوكل ونحو ذلك.
القسم الثاني: عبادات لفظية: كالحمد والتهليل والتسبيح والاستغفار وتلاوة القرآن والدعاء ونحو ذلك.
القسم الثالث: عبادات بدنية: كالصلاة والصيام والزكاة والحج والصدقة والجهاد، ونحو ذلك (١).
بعد هذا أقول: الواجب أن تحقق العبادة لله ﷾؛ وذلك: لأن الله هو المستحق وحده للعبادة، وما سواه من الناس ومن الخلق، فهم مخلوقات له، فالشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب كلها تسجد لله، وتذل له، وتسبح له، فكيف تشرك مع الله ﷿ أحدا؟! كيف تدعو مع الله ﷿ غيره؟!، فالعبادة لا تسمى عبادة إلا إذا اقترنت بالتوحيد لله تعالى، قال المجدد ﵀ في قواعده الأربع:«فاعلم أن العبادة لا تسمى عبادة إلا مع التوحيد، كما أن الصلاة لا تسمى صلاة إلا مع الطهارة فإذا دخل الشرك في العبادة فسدت، كالحدث إذا دخل في الطهارة».
وجماع القول: أن تعلم أن العبادة لا تصح حتى توحّد الله، وبدون
(١) قال ابن القيم: «وَرَحَى الْعُبُودِيَّةِ تَدُورُ عَلَى خَمْسَ عَشْرَةَ قَاعِدَةً، مَنْ كَمَّلَهَا كَمَّلَ مَرَاتِبَ الْعُبُودِيَّةِ، وَبَيَانُهَا أَنَّ الْعُبُودِيَّةَ مُنْقَسِمَةٌ عَلَى الْقَلْبِ، وَاللِّسَانِ، وَالْجَوَارِحِ، وَعَلَى كُلٍّ مِنْهَا عُبُودِيَّةٌ تَخُصُّهُ»، ثم ذكرها فراجع كلامه إن شئت، انظر: «مدارج السالكين» (١/ ١٢٩).