٢ - أن الله عدّ الولاء للكفار من صفات المنافقين فقال: ﴿فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ … ﴾ (المائدة: ٥٢).
٣ - أن الله عدّ الموالاة للكفار لا تجتمع مع الإيمان فقال: ﴿وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ﴾ (المائدة: ٨١).
٤ - أن حاطب بن أبي بلتعة ﵁ حين وقع له ما وقع قال للنبي ﷺ:«وَلَمْ أَفْعَلْهُ كُفْرًا وَلَا ارْتِدَادًا عَنْ دِينِي، وَلَا رِضًا بِالْكُفْرِ بَعْدَ الْإِسْلَامِ»(١)، فدل على أنه قد يكون الفعل هذا كفراً بما يحتف به.
النوع الثاني: الموالاة الصغرى، وهي صغرى باعتبار الأولى، وإلا فهي في نفسها من أكبر الكبائر، وهي محرمة غير مخرجة من الدين إذا توافر فيها أمران:
١ - إذا كانت لأجل أمر دنيوي، مثل أن تكون لأجل شيء من تعامله، أو سياسته، أو غير ذلك من الأشياء.
٢ - أن لا يترتب عليها نصرتهم على شركهم وكفرهم.
فبهذين القيدين تكون المحبة للكافر محرمة، لكنها لا تُخِرجُ من الدين.
والدليل على أنها ليست بكفر: قول الله ﷿: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ﴾ (الممتحنة: ١)، فذكر في أول الآية أنهم مؤمنون، وناداهم بالمؤمنين، ونهاهم أن يقعوا في مثل هذا الأمر.
وقصة حاطب ابن أبي بلتعة ﵁، التي وقعت في فتح مكة حينما أرسل إلى قوم من المشركين يخبرهم باستعداد النبي ﷺ لغزو مكة، كان ذلك منه ليس لأجل أنه يوافقهم على كفرهم، ولذلك قال يا رسول الله: والله ما حملني
(١) أخرجه «البخاري» (٣٩٨٣)، و «مسلم» (٢٤٩٤) من حديث علي بن أبي طالب ﵁.