وكان من السلف مَنْ إذا مرّ على الخباز بكى وخشي من عذاب الله ﷿.
وكان منهم من إذا مَرّ بالرؤوس المشوية عند أصحاب الطبخ خشي وتذكر عقوبة الله وتذكر النار، وتذكر قوله: ﴿تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ﴾ (المؤمنون: ١٠٤).
تجد أن قلوبهم خائفة وجلة متعلقة بالله ﷿، والإنسان إذا كان صاحب عمل صالح ويخاف من الله ﷿ فإنه يُرجى له الخير، وإنما المصيبة أنك ترى من عنده تقصير ومع ذلك لا يخاف من الله ﷿!.
هل مرّ عليك يوم من الأيام وضعت في قرارة نفسك أن الله قد لا يقبل طاعتك؟ وأنه قد لا يقبل توبتك؟ هل وقر في قلبك يوماً من الأيام أن الله ربما سخط عليك؟ هل وقع في نفسك ذلك؟
إنها أسئلةٌ لا بد أن يتصورها المسلم، وأن يخاف من الله تعالى.
نعم هذا الخوف لا ينبغي أن يزيد عن حدّه فيصير قنوطاً، وإنما يكون خوفاً يدعوك ويحدوك إلى أن تترك الذنب وتفارقه، وتبادر بالتوبة إلى الله ﷿، ويدعوك إلى أن تتعبد لله، وتحافظ على الطاعات؛ لأنك تخاف من الله الذي توعد من عصاه بالعقوبة والعذاب.
(١) أخرجه «أحمد» (٤٣/ ١٥٦)، و «الترمذي» (٣١٧٥)، و «ابن ماجه» (٤١٩٨)، وصححه الألباني في «الصحيحة» (١٦٢).