للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الأول عدالة الصحابة]

المراد بالعدالة ملكة تحمل صاحبها على ملازمة التقوى والمروءة (١).

وليس المراد من عدالة كل فرد من الصحابة عصمتهم من المعاصي والخطأ، وإنما المراد بها قبول روايتهم وتصديق أقوالهم وعدم البحث عن تزكية لهم كما يحتاجها غيرهم (٢).

وقد أجمعت الأمة على عدالتهم (٣)، ودلَّت الأدلة الدالة الكثيرة على ذلك منها: ثناء الله -جل وعلا- على صحابة رسول الله ثناءً جميلًا، ولا تعديل فوق تعديل الله تعالى، وقد تنوع هذا الثناء في كتاب الله، فمنه ما كان في أصحاب بيعة الرضوان، ومنه ما هو في السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، ومنه ما هو عام يشمل سائر الصحابة رضوان الله عليهم.

ومن السنة: قول الرسول : (خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) وفي رواية: (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم … ) (٤).


(١) انظر: الكفاية للخطيب البغدادي (١٠٢ - ١٠٣)، والمستصفى للغزالي (١/ ١٥٧) وشرح تنقيح الفصول (ص ٣٦١)، وشرح العضد (٢/ ٦٣)، ونزهة النظر (ص ٨٣).
(٢) تحقيق منيف الرتبة لمن ثبت له شريف الصحبة للعلائي (ص ٨٦)، وانظر منهاج السنة النبوية (٢/ ٤٥٦ - ٤٥٨)، والبحر المحيط (٦/ ١٨٩).
(٣) مقدمة علوم الحديث لابن الصلاح [مع كتاب التقييد والإيضاح للعراقي] (ص ٢٨٧).
(٤) تقدم تخريجه.

<<  <   >  >>