للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تعالى: ﴿وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ﴾ [آل: عمران: ٥٤]، وقوله: ﴿اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ﴾ [: البقرة: ١٥] قوله الله تعالى: ﴿وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ﴾ [الزمر: ٦٧]، وقوله الله تعالى: ﴿مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا﴾ [يس: ٧١]، قال الله تعالى: ﴿وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ﴾ [: الرحمن: ٢٧]، قول الله تعالى: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ [طه:: ٥] إلى غير ذلك من الآيات.

ومن الأحاديث قوله : (الحجر الأسود يمين الله في الأرض) (١)، وقوله : (قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الرحمن) (٢).

والتحقيق أن صلة هؤلاء المتكلمين في هذا الباب باب الأسماء والصفات - مما عطلوا الباري منها - منقطعة بسلف الأمة (٣)، وهم في اضطراب من أمرهم


(١) هذا الحديث لا يصح مرفوعًا قطعًا، فروي مرفوعًا عن أنس عند أبي يعلى في إبطال التأويلات (١/ ١٨٢ - ١٢٣) رقم (١٧٧) وفيه أبان بن أبي عياش - متروك- والعلاء بن مسلمة الرواسي - كان يضع الحديث-[انظر: ميزان الاعتدال (١٥) (٥٧٤٣)] وروي مرفوعًا عن جابر عند الخطيب في تاريخه (٦/ ٣٢٨) - وفيه: إسحاق بن بشر الكاهلي -وهو وضاع-[انظر: ميزان الاعتدال (٧٤٠)] ولذلك قال ابن تيمية: ((روي عن النبي بإسناد لا يثبت)) [مجموع الفتاوى (٦/ ٣٩٧)]. وقد روي عن ابن عباس مرفوعًا وموقوفًا، أما المرفوع فقد علم حكمه [وانظر تمييز الطيب من الخبيث (ص ٦٥)]. أما الموقوف فأخرجه عبد الرزاق في مصنفه (٣٩) وأبو يعلى في إبطال التأويلات (١/ ١٧٨) معلَّقًا، وفيه ابن جريج وهو مدلس، وقد عنعنه فهو ضعيف، ولذلك اكتفى شيخ الإسلام بقوله: ((والمشهور إنما هو عن ابن عباس)) [مجموع الفتاوى (٦/ ٣٩٧)] والشهرة لا تعني الصحة، ولكن مع ذلك قال ابن الديبع في تمييز الطيب من الخبيث (ص ٦٥): ((قال شيخنا: هو موقوف صحيح)) .. والله أعلم.
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب القدر باب تصريف الله تعالى القلوب كيف شاء، برقم (٢٦٥٤).
(٣) وللشاطبي كلام رصين متين في أن كل من خالف السلف الأولين فهو على خطأ، وأنه لا بد من مراعاة فهمهم وما كانوا عليه، وأن ترك ذلك يفتح باب التلاعب بالدين، ولذلك لا تجد طائفة ولا فرقة إلا وتحتج على باطلها بأدلة من الكتاب والسنة متبعين للأهواء وتحريف النصوص وتحميلها ما لا تحتمل، فانظر: الموافقات (٣/ ٢٥٢، ٢٨٠ - ٢٨١، ٢٨٧ - ٢٨٩)، وانظر أيضًا: مجموع الفتاوى (٣/ ١٥٧)، (٤/ ٩١ - ٩٤، ١٣٢) وغيرها، وأعلام الموقعين لابن القيم (١/ ٧٩ - ٨٠)، (٤/ ١١٨، ١٤٧ - ١٥٥).

<<  <   >  >>